يفتخر كل حريص على هذه البلاد حماها الله قيادة وشعبا عندما يرى تضافر جهود المسؤولين والمقاولين وهم يعملون ليل نهار بكل جد وأمانة لتذليل كافة العقبات امام خطط البناء والرقي ليسير هذا الوطن الغالي جنباً الى جنب في مصاف الدول المتقدمة, وانه لما يؤسفني أن تجد على الطرف الآخر عملاقا سعوديا مثل شركة ارامكو تعجز وتفشل فشلا ذريعا في حل اصغر مشكلاتها وتجثو غير قادرة على الحراك للخروج من فخ نقص مادة البيتومين , ذلك الفخ المظلم الذي ارق المسؤولين وقض مضاجع المقاولين منذ سنين عدة . ورغم تصاريح أرامكو العديدة بانها تنتج اكثر مما يحتاجة هذا البلد(وذلك مثبت ولا جدال فيه) اضافة الى وعودها المتكررة بناء على انتاجها الضخم بالالتزام بتوريد احتياج كل مقاول بناء على جداول طلبتها ارامكو السعودية من المقاولين تبين الكمية المطلوبة من مادة البيتومين حسب المشاريع وعلى الفور تدخلت وزارة النقل مشكورة وقامت باصدار جداول توضح احتياج كل مشروع على حدة من البيتومين, الا ان الحال يزداد سوءاً والمقاولون الذين لا حول لهم ولا قوة ما زالوا يئنون تحت رحمة العملاق الذي لا يحرك ساكنا . وهنا يبرز سؤال مهم هل شركة ارامكو عاجزة تماما عن حل المشكلة ام انها لا ترغب في حلها ؟ ان نقص مادة البيتومين في بلدي اصبحت مثل المجاعة الافريقية بالنسبة للمقاولين بسبب السوق السوداء الذي تتسرب اليه مادة البيتومين , وان مما يثير تساؤلات محيرة هنا وهو اذا كانت ارامكو وكما اكدت مراراً ومن خلال تصاريحها وبلسان المهندس أحمد عبدالرحمن السعدي نائب الرئيس لخطوط الأنابيب والتوزيع وأعمال الفرض في أرامكو السعودية وبحضوري شخصيا بصفتي عضو لجنة الطرق في غرفة الرياض والذي قال " إن أرامكو السعودية ملتزمة بتوفير الكميات المطلوبة لتغطية الطلب المحلي لمادة الأسفلت 60-70 " وبأن ارامكو لا تبيع مادة الاسفلت لوسطاء، اذاً فمن اين نشأت هذه السوق ؟ ومن انشأها ؟ ومن المستفيد من إنشائها ؟ وبناء على تصاريح ارامكو السابقة فهي الوحيدة القادرة على اجابة هذه التساؤلات . انا مما يزيد الاسف أسىً وحزناً اننا في هذا البلد الامين نمد العالم اجمع بما يحتاج من البترول ومشاريعنا الداخلية المعتمدة على مادة البيتومين تكاد تصل نسبة المتعثر منها بسبب نقص هذه المادة الى 70 % او اكثر , فما هو حال المشاريع القادمة ؟!!! لا يخفى على أحد ان الطرق هي شريان البنى التحتية وعمودها واذا استقامت في مكانها سهلت من بعدها الصعاب وامتد من أمامها الأفق وقصرت المسافات وقرب البعيد , وارامكو هي المسؤول المنتج لهذا الشريان وليس لديها ادنى مشكلة في ذلك ولكن عدم شفافية التوزيع يضرب الشريان ويؤلمه.. لك الله يا وطني. * نائب المدير العام لمؤسسة الروسان للمقاولات