إذا قلنا إن ما يحدث في فريق النصر هذا الموسم هو عدم توفيق، فنحن بذلك لا نقول الحقيقة، وإذا بحثنا عن الحقيقة فإننا لم نقل"الحقيقة"كاملة حتى الآن، وقد جرت العادة على أننا نقول كل شيء وننشر الغسيل، ولكن متى؟ بعد أن تقع الفأس على الرأس. لقد بذلت إدارة النصر جهدها منذ بداية الموسم، وأعدت فريقها كأول فريق يستعد للموسم، واختارت جهازاً فنياً جديداً، وأحضرت لاعباً عالمياً هو دينسلون، لكنها أبقت على الأسماء التي لا تعرف طريق النصر. وأعتقد أيضاً انها كبقية ادارات الأندية حصلت على"أموال"من الشركات الراعية، وحصلت كذلك على دعم من أعضاء شرف كبار، نشرت قائمة باسمائهم وأرقام تبرعاتهم التي قدموها للنادي. غير أن الخلل الإداري ظل ملازماً للنادي، منذ ابتعاد عضو شرف النادي حسام الصالح، واستقالة الكابتن يوسف خميس، وإلغاء عقود ثلاثة مدربين، وقد يلحقهم المدرب الرابع. لعلنا نذكر هنا عبارة"النصر بمن حضر"التي كان يرددها الأمير عبدالرحمن بن سعود - يرحمه الله - والتي يبدو أنها تحولت هذا الموسم إلى"النصر بمن حضر يحتضر". إن من المؤلم جداً أن يقف النصراويون الكبار من الأمراء ورجال الأعمال وكل محبي"العالمي"، موقف المتفرج مما يحدث لناديهم وفريق كرة القدم الأول الذي يحتل قبل مباراة الفيصلي أمس المركز الحادي عشر في سلم الترتيب. لست متشائماً، ولا أخشى على الفريق من الهبوط، فهذا في اعتقادي لن يحدث لسبب واحد، وهو أنني ما زلت أعتقد أن عشاق النصر سيلتفون حوله، وسيخرجونه من هذه الأزمة. الخطوة الأهم الآن أن يلتقي النصراويون كبيرهم وصغيرهم في النادي، وان يضعوا أيديهم في يد الإدارة، ويقفزوا فوق كل خلافاتهم، بعيداً عن الدعوات والاجتماعات الرسمية التي أثبتت التجارب الكثيرة أنها توسع الخلافات أكثر مما تساعد على تقريب وجهات النظر. إن الوضع النصراوي الحالي يحتاج إلى علاقة من نوع خاص بين النادي ومحبيه، هي في تصوري أكبر من"بطاقة"العضوية الشرفية التي قد يحصل عليها كل من لديه ألف ريال أو أقل أو أكثر، إنه بحاجة إلى بطاقة من نوع آخر، تسمى"بطاقة صدق وحب وإخلاص". [email protected]