التقيت عضو شرف الاتحاد، ونائب الرئيس في إدارة سابقة المهندس جمال أبو عمارة، برفقة الزميل محمد اليامي، ليلة لقاء الاتحاد وفريق وفاق سطيف الجزائري، وبادرني الزميل اليامي بسؤال عن المباراة، وما توقعاتي لها، خصوصاً بعد الخسارة في مباراة الذهاب بأربعة أهداف لهدف، فقلت ستكون صعبة على الاتحاد. هذه الإجابة المباشرة لم تعجب أبا عمارة، إذ فاجأني بقوله:"ما فيه صعب على الاتحاد"، فقلت:"أتمنى أن يوفق العميد، وأن يتجاوز هذا المأزق". القضية في ناد جماهيري كالاتحاد، ليست في الخسارة من الفرق المنافسة، فهذه أكبر أندية العالم تخسر، ومن يفوز اليوم يخسر غداً، ولو لم يكن الأمر كذلك لما بقيت بطولة محلية، أو خليجية، أو آسيوية، إلاّ فاز بها الاتحاد. لكن، الاتحاد يفقد بطولاته، وهيبته، نتيجة هذه الآراء، وهذه الفوقية التي يتعامل بها بعض الاتحاديين، مع فريقهم ومنافسيه، فهم يصورون الاتحاد، وكأنه الفريق الذي لا يقهر، وهذا ماحدث في المباراة الأخيرة أمام الفريق الجزائري، عندما وضع رئيس النادي وبعض أعضاء الشرف الفريق ضمن قائمة ال"الثمانية"المتأهلين للدور ربع النهائي في دوري أبطال العرب، من دون اعتبار للفريق الخصم الذي يملك فرص تأهل أكبر. كنت أعتقد أن الاتحاديين استفادوا من درس الكرامة السوري في دوري أبطال آسيا، وأعدّوا العدة للفريق الجزائري من مباراة الذهاب، حتى لا يتكرر الموقف وتلحق العربية بالآسيوية، ولكن الواضح أن الفريق الاتحادي الذي وصل إلى كأس العالم للأندية، بحاجة من"يفوّق"إدارته من هذه الغيبوبة. أتساءل فقط. ماذا استفاد الفريق من فوزه الأخير على وفاق سطيف، طالما أن بطاقة التأهل ذهبت للفريق الجزائري؟ وهل كان الاتحاد ضعيفاً، حتى يفقد بطولتين بهذا الحجم، وهو صاحب ألقابها السابقة؟ بالتأكيد... لا، ولكن على الاتحاديين إدارة وأعضاء شرف، أن يحترموا الخصوم، قبل أي نزال، وعليهم أيضاً أن يغيّروا سياسة المحاباة التي أفقدتهم الكثير، وبدأت رائحتها تفوح من داخل الفريق، لقد آن الأوان أن يعود الاتحاد إلى بناء علاقة ودّ واحترام مع كل أندية الوطن، فالمنافسة يجب ألاّ تتجاوز حدود الملعب، فهل وصلت الرسالة؟ - فاصلة: نقولها بالعالمية: اللّه يخلف على الكرة الأسوية..! [email protected]