جملة نسمعها كثيراً عندما تأتي سيرة الحديث على نظام الشقق والتأجير في إحدى الدول العربية، وربما ظللنا أياماً طوالاً لا نعرف معناها ولا الكيفية التي يسير عليها المجتمع في سبيل إقرار هذا النظام الذي بات يشكل عرفاً اجتماعياً يؤخذ به... الغريب أننا بدأنا نسمع عن مواقف مشابهة تحدث لكل زوجين في بعض مناطق المملكة من دون أن يجرؤ البعض على تسميتها بأي مسمى. بالأمس القريب طالعتنا الصحف بخبر مفاده أن أم العروس وضعت شروطاً"تعجيزية"عدة أمام العريس قبيل عقد القران، ومنها"ذهب بقيمة معينة لخالة العروس، ورشرش بالشيء الفلاني لجدة العروس، أو لزوجة عمها، ومسك الختام هو طلبها بسيارة موديل 2007، هذا طبعاً بخلاف المهر والشبكة والمؤخر! الجميل والمحزن معاً في الوقت نفسه أن العريس"المستغل مادياً"رفض الموافقة على هذه الشروط، وأعلن انسحابه من مشروع الزواج بأكمله بعدما شعر بأنه يُبتز مادياً وعاطفياً بسبب رغبته الشديدة في الارتباط"بالخطيبة المسكينة"التي ترى وتسمع التداولات والسجالات بين أسرتها وبين زوجها المنتظر من دون أن يكون لها الحق في التدخل. أما عن الحجج التي قد ُتطرح على مسامعها، فهي أنها لا تعرف مصلحتها، وأن أهلها يريدون أن"يغلوها ويقدروها"في نظر عريسها وأهله حتى يقدرونها حق التقدير ويعطونها الوضع الذي تستحق، والسبب المنطقي الذي يبررون به مطالبهم المبالغ فيها هو أن الرجل السعودي أو العربي بشكل عام يقدر المرأة بمقدار ما دفع فيها... لذلك يقوم الأهل بوضع شروط صعبة ومؤخر صداق ضخم ليضمنوا عدم التفريط في ابنتهم بسهولة، وحتى لا يعايرها يوماً ما كما نسمع من بعض الزوجات مقتطفات من أقوال بعض الرجال بأن"أهلك زوجوني إياك برخص التراب واستعجلوا في الموافقة علي لأنه ربما لم يتقدم إليك شخص آخر"، والدليل المهم والقطعي الذي قد يسوقه المعرس الذكي - سامحه الله - لزوجته هو"أن أهلك زوجوك لي من دون شروط"! من المواقف المتكررة والتي تترامى على مسامعنا يومياُ ما يقال عن بعض الأمهات أثناء نهاية حفلة الزفاف وقرب اصطحاب العريس لعروسه لبدء حياة جديدة، إذ يُحكى أن الأم تقف مانعة العريس من أخذ أو استلام عروسه، إلا بعد أن يدفع مبلغاً معيناً يتراوح بين الخمسة آلاف والعشرة آلاف ريال في التو واللحظة، وإذا لم يتم ذلك أو إذا رفض العريس الدفع، فهذا معناه انه غير متلهف على العروسة، وغير شارٍ لها. أحياناً يتدخل أهل العريس ويقومون بدفع المبلغ المطلوب في الوقت الحرج، وأحياناً أخرى يركب العريس المغلوب على أمره رأسه معلناً انسحابه من الموكب, وهو يردد لن أدفع"خلو رجل"ولا"خلو عروسة". خلو بنتكم عندكم لأنها طالق بالثلاثة! [email protected]