تعقد الجماهير السعودية آمالاً كبيرة على منتخب بلادها، الذي وصل الى الامارات للمشاركة في"خليجي 18"التي تنطلق فعالياتها غداً الاربعاء في ابوظبي، وسيبدأ"الأخضر"مشواره فيها اعتباراً من بعد غد بمواجهة منتخب البحرين في المجموعة الثانية، التي تضم الى جوارهما منتخبي قطر والعراق، وهي المجموعة الحديدية بلا شك في الدورة الخليجية المنتظرة. ويدخل المدرب البرازيلي باكيتا اختباراً قوياً ومحكاً حقيقياً في"خليجي 18"، وهي البطولة الرسمية الثالثة التي يشرف فيها فعلياً على"الاخضر"بعد قيادته في نهائيات كأس العالم 2006 التي اقيمت في المانيا، وفي التصفيات الاولية المؤهلة الى نهائيات كأس آسيا، ويطمح الشارع السعودي إلى حصد اللقب الخليجي للمرة الثالثة في تاريخ الدورات، والاطمئنان على مسيرة"الاخضر"بشكل اكبر قبل المشاركة في البطولة الأهم والابرز... كأس امم آسيا المقبلة، التي ستقام في اربع دول آسيوية. واختار المدرب باكيتا قائمة عناصرية تشمل 26 لاعباً للمغادرة الى الامارات، انقسم بسببها الاعلام السعودي الى قسمين: الاول يرى انها الاكثر تكاملية وشمولية، وأنها قادرة على تحقيق الآمال والتطلعات والعودة بالكأس الخليجية الى الاراضي السعودية، والقسم الثاني كان له بعض التحفظات، وانتقد باكيتا على اساس ان القائمة شملت بعض اللاعبين الذين لم يشاركوا فرقهم لفترات طويلة، اما بسبب الاصابات او الابتعاد لظروف اخرى، وهو القسم الذي كانت درجة التفاؤل لديه بشأن مشوار"الاخضر"في التظاهرة الخليجية محفوفة ببعض المخاطر. وأيّد النقاد والمحللون باكيتا في الاستعانة بالكثير من المواهب الشابة، التي اثبتت جدارتها واحقيتها بالاختيار، من واقع الاداء الكروي الرفيع الذي قدمته مع فرقها في استحقاق كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، ومنهم: ياسر المسيليم وحسن معاذ واسامة هوساوي وعبدالرحمن القحطاني وعبده عطيف ويوسف السالم وصالح بشير، وغيرهم من الاسماء التي تشكّل مع عناصر الخبرة التي شاركت"الاخضر"في المسابقات الدولية السابقة منظومة ابداعية ستخطف الانظار وتنال الاعجاب، وستلمع في سماء الامارات وتعود باللقب الغالي الى الرياض، متى وُفّق باكيتا في توظيفها بالشكل الصحيح، ورسم الاسلوب التكتيكي والخطة الفنية التي تلائم قدراتها وامكاناتها الادائية. ويعتبر خط الهجوم السعودي من اقوى الخطوط التي تمثل"الاخضر"في البطولة، كونه يضم اكبر واشهر واخطر وامهر الهدافين في الدوري السعودي والوطن العربي الكبير، إذ يشكل الثنائي ياسر القحطاني ومالك معاذ قوة ضاربة في المقدمة الخضراء، سترعب مدربي ومدافعي وحراس الفرق المنافسة، وستلعب الدور الاكبر في نتائج المنتخب وانتصاراته في الدورة، خصوصاً ان هذا الثنائي يتميز بامتلاكه كامل مواصفات التهديف من سرعة وحيوية وتسديدات قوية وتصويبات رأسيةk وذكاء ودهاء داخل منطقة جزاء الخصم. وترتبط أرض الإمارات بذكريات جميلة مع الكرة السعودية، إذ حقق"الأخضر"فيها كأس آسيا 1996 للمرة الثالثة في تاريخه، عقب فوزه في ذلك المساء على الإمارات بركلات الترجيح في النهائي الآسيوي، ويومها حمل قائد الرياضة السعودية سلطان بن فهد الكأس الغالية، واحتفلت الجماهير السعودية باللقب القاري على طريقتها الخاصة عقب استعادته من المنتخب الياباني الذي حققه في 1992. ويطمح السعوديون إلى أن يواصل منتخب بلادهم تحقيق الإنجازات، وأن يعيد ذكريات البطولات من أرض الإمارات بالحصول هذه المرة على كأس الخليج، ليؤكد للجميع تطور الكرة السعودية التي وصلت للعالمية أربع مرات متتالية، وحققت كأس آسيا ثلاث مرات، وكأس الخليج ثلاث مرات، وكأس العرب، وكل ذلك على صعيد المنتخب الأول فقط، بخلاف إنجازات القطاعات السنية التي من أهمها وأشهرها كأس العالم للناشئين عام 1989، وكأس آسيا للشباب والناشئين، إضافة إلى الألقاب والإنجازات التي حققتها الفرق السعودية على الصعد الخليجي والعربي والآسيوي، وأخيراً العالمي بمشاركة النصر والاتحاد في كأس العالم للأندية، وغيرها من البطولات الذهبية الكافية للرد على كل من يحاول التشكيك أو الانتقاص من سمعة الكرة السعودية في المحافل القارية والدولية