كيف نتوّج يومنا الوطني بإنجازات جيل يعرف معنى المواطنة الحقة وينبذ التطرف والعنف؟ إن قرارات الخير والعطاء التي استهل بها خادم الحرمين عهده الميمون أيده الله وآزره، ما هي إلا ترجمة صادقة لقيادة حملت هموم وآمال المواطن السعودي، وتلمست السبل التي توفر رغد العيش والحياة الكريمة له، فكانت القرارات ذات منحى إنساني واقتصادي وتربوي وتنموي لهذا الجيل والأجيال القادمة، فهنيئاً لك أبا متعب هذا اليوم الذي توجته بانجازات قائد حمل هم وطنه ومواطنيه، قائد قال بكل حزم للبناء والنماء نعم وللعنف والانحراف لا. ان المواطنة قيمة إيجابية، والتطرف والعنف سلوك سلبي، وبناء القيم الإيجابية يتطلب زمناً لا يحدد بالأيام ولا حتى بالشهور، وكذلك تعديل السلوك السلبي يتطلب خطط منهجية وجهوداً مركزة، نستطيع ان نستثمر يومنا الوطني في ابراز نتاجها بعرض نماذج من المواطنة الصادقة الحقة التي عملت ولا تزال تعمل في بناء هذا الكيان الذي هو الوطن، نماذج عظيمة شاركت بكل ايجابية ومثابرة في المحافظة على المكتسبات الوطنية، نماذج بذلت الجهد والوقت والمال والنفس، لتشارك بفاعلية في مسيرة العطاء والنماء. علينا ان نستثمر هذا اليوم في إبراز المكتسبات الوطنية وقيمتها، وكيف انها ثروة للأجيال المقبلة وكيف نحافظ عليها. علينا ان نستثمر هذا اليوم في بذر بذرة خير بتأصيل خلق البناء وكراهية الهدم والتدمير. علينا ان نستثمر يومنا الوطني في تقويم دورنا على المستوى الفردي أو المستوى المؤسسي ومدى مساهمتنا في ايجاد بيئات توفر أجواء المحبة والاحترام والتقدير وتقبل الذات واحترام الآخر وتقبله وتحمل المسؤولية والمثابرة. علينا ان نستثمره في تقويم دورنا في نشر ثقافة الحوار والتسامح والتفاعل الإيجابي مع الآخرين، تفاعلاً يحافظ على الهوية الوطنية. ان ايجاد جيل يعرف معنى المواطنة الحقة وينبذ التطرف والعنف، يحتاج إلى مناخات أسرية ومدرسية قادرة على الدعم النفسي والمسلكي للناشئة. مناخات يشعرون فيها بالاندماج والتعاون والراحة والأمان والرضا عن الذات والآخرين، مناخات تعزز الاعتزاز بالنفس والاعتزاز بالمكتسبات الوطنية. مناخات تنمي فيهم الانتماء الصادق لهذا الوطن وقيادته، وتقودهم إلى المشاركة الإيجابية في عملية البناء والتطوير، لأن البيئات التي لا تتمتع بهذه المناخات بيئات يسودها السلوك السلبي. وهي محضن ملائم للتطرف والعنف. وعلى رغم ان سياسة التعليم التي هي جزء من السياسة العامة للدولة أساسها وهدفها ومنطلقها العقدية الإسلامية القائمة على الفكر الوسطي المتسامح الذي ترجمته مناهجنا ومقرراتنا الدراسية. إلا ان ظهور بعض حالات التطرف والعنف التي وراءها فكر منحرف، دعا قيادتنا الحكيمة والمسؤولين في وزارة التربية والتعليم، إلى تكثيف جهودهم في تصحيح المفاهيم ومعالجة السلوك السلبي. فأعدت خطط استراتيجية على مستوى المؤسسات التربوية تهدف إلى تعزيز السلوك وتحقيق الأمن الفكري للناشئة، كما تهدف إلى تأصيل حب البناء وكراهية الهدم. وبعون من الله وتأييده أولاً ثم بفضل قيادة حكيمة وبتضافر جهود جميع المؤسسات التربوية ومؤسسات المجتمع الأخرى، ستكون أجيالاً تتجسد فيها معاني المواطنة الحقة وتنبذ التطرف والعنف. * مدير مركز الاختبارات في وزارة التربية والتعليم بنات.