يبدو أن النصراويين لم يستوعبوا الدروس الماضية جيداً وهم يهمون في هذا الوقت الباكر بالدخول مرة أخرى في النفق المظلم، الذي عانوا منه في السنوات الماضية، وتسبب في حرمانهم من الصعود إلى منصات التتويج، وحرم أنصاره من فرحة مستحقة يجب أن ينالوها جراء صبرهم اللامحدود على الابتعاد"القسري"لسنوات طويلة عن ملامسة الذهب. والغريب أن هذه الحال"المرة"زادتهم حباً وتعلقاً بعشقهم الأبدي نادي النصر، وحفزتهم على ألا يبخلوا بدعم إدارتهم ولاعبيهم يوماً من الأيام، حتى نالوا لقب الجماهير"الظاهرة"، بل إنني أعتبرها جماهير فريدة من نوعها حينما طردت اليأس وأصبحت مع كل خطوة تتمسك بالأمل في أن يعود"فارس نجد"لتجاوز الحواجز والعراقيل بكل قوة، ليحقق أهدافها ويعيد البسمة الغائبة عنها خلال السنوات الماضية. هذا الحافز الجماهيري الكبير أمام إدارة النادي وأمام أعضاء الشرف وأمام لاعبي الفريق، يحتم عليهم مضاعفة الجهد والتركيز خلال خطوات العمل المقبلة، ويحتم التكاتف في منظومة عمل جماعية لا فردية كما هو حاصل من البعض، خصوصاً أن المتابع بدأ يقرأ للأسف بين السطور وجود صراع تنافسي على الظهور الإعلامي بينهم، وهذا لا يخدم منظومة العمل الجماعي التي يبحث عنها محبو ومسيرو الفريق، التي تعتبر الركيزة الأهم والمهمة في هذا الوقت الحساس. وللسبب المذكور فإنني أرى بوادر الدخول في النفق المظلم الذي نوهت عنه في البداية، ويجعلني أحذر النصراويين منه، ولو حاولنا إيجاد المبررات والأعذار على ما فات من هفوات أو لنقل"تعمدّ"في قرارات فردية من البعض، إلا أنها في النهاية ستحد من إنجاح العمل الجيد والتخطيط السليم اللذين بدأهما رئيس النادي ونائبه في هذه المرحلة الانتقالية التي يعيشها النادي، وما أصعبها بالفعل. وإذا كان هؤلاء يتغنون بالحب والعشق لهذا الكيان الذي لا يشك فيه أحد، فعليهم ترك الظهور الإعلامي مع كل شاردة وواردة للنادي والتلاعب بمشاعر الجماهير التي تتابع أخبار عشقها بكل دقة، فإن الوقت حان ليلتف الجميع حول الرئيس ونائبه، لا أن يشنوا الحرب الخفية التي تدار في الخفاء للأسف بينهم، وتتم فيها تصفية حسابات تبدو قديمة على حساب هذا الكيان الكبير، ولا شك في أن ذلك سيلقي بظلاله السالبة في النهاية على كل ما يصب في خدمة هذا الفريق ومحبيه. وإن كانت الحقيقة الحالية مرة، فإنها لن تكون أمرَّ من علقم المستقبل المنتظر. [email protected]