تركت الاخطاء التحكيمية الاثر السلبي في مباريات نهائيات كأس العالم التي تقام منافساتها في المانيا، ودفعت منتخبات عدة الثمن الغالي نتيجة القرارات المتسرعة في احتساب ركلات الجزاء او اشهار البطاقات الحمر وصولاً الى رفع البطاقة الصفراء ثلاث مرات من الحكم الانكليزي المخضرم غراهام بول، الذي لم يكن اداؤه افضل من اداء منتخب بلاده، لكنه لم يكن محظوظاً مثل زفن غوران اريكسون. واللافت ان الاخطاء التحكيمية لم تأت من الحكام المغمورين فقط، بل حدثت من جهابذة الصافرة، لا سيما من الالماني ماركوس ميرك المرشح لقيادة المباراة النهائية اذا لم تتأهل بلاده، حين احتسب ركلة جزاء وهمية على المنتخب الاميركي امام غانا، وبدوره دفع المنتخب التونسي الثمن حين احتسب الحكم الباراغوياني كارلوس اماريا ركلة جزاء بعد تمثيلية لاندرية شيفتشنكو اقصت"نسور قرطاج". وجاءت الطامة الكبرى من الروسي فالنتين ايفانوف، الذي سجل رقماً قياسياً بطرده 4 لاعبين ورفعه الانذار الاصفر 14 مرة خلال لقاء البرتغال وهولندا في ربع النهائي، ما حدا برئيس الاتحاد الدولي جوزيف سيب بلاتر الى القول:"كان الحكم نفسه يستحق البطاقة،"ما يعني ان مسيرة الروسي في البطولة صارت على كف عفريت. وكان لقضاة الملاعب في الامارات رأي في القرارات التحكيمية، عطفاً على الصرخة التي ارتفعت من عشاق المنتخبات التي دفعت الثمن، وقال سكرتير لجنة الحكام سالم سعيد:"التحكيم عموماً لم يكن على مستوى الطموح، لان الاخطاء التحكيمية تجاوزت المستوى المعقول، واللافت ان بعض الاخطاء اثرت في نتائج المباريات". واشار سالم سعيد الى ان"العامل الاساسي لحصول هذه الاخطاء هو نفسي، بسبب الضغط الذي تركته تصريحات رئيس الاتحاد الدولي بلاتر حول الاخطاء التحكيمية". اما الحكم الدولي الاماراتي علي حمد فقال:"كل الحكام الذين تم اختيارهم ارادوا النجاح، الا ان معظمهم ارتكب الاخطاء الكبيرة، التي لعبت دوراً في تحديد مسار المباريات، ومنها عدم احتساب اهداف صحيحة للارجنتين وفرنسا، واعطاء ركلات جزاء وهمية، فيما لم يكن توزيع البطاقات الصفر والحمر على اللاعبين منطقياً ابداً في الكثير من الاحيان". وكشف حمد قائلاً:"اغرب القرارات كانت من الحكم الانكليزي غراهام بول، الذي اشهر البطاقة الصفراء 3 مرات في وجه اللاعب الكرواتي سيمونيتش، ولم يحتسب ركلة جزاء صحيحة للمنتخب الاسترالي، اما المنتخب التونسي فذبح على يد حكم مباراته مع اوكرانيا". وانهى تصريحه بالقول:"التحكيم في الامارات بخير، والدليل النجاح الكبير الذي قدمه حكم الراية عيسى درويش، إذ لم يرتكب اخطاء", واضاف ان افضل حكم في البطولة حتى الان هو السلوفاكي ميشال لوبوس. من جهته، قال الحكم الدولي محمد عمر صاحب الباع الطويل في الملاعب:"دعونا نتفق انه لا توجد مباراة في كأس العالم او غيره تخلو من الاخطاء، لان الحكم من البشر ودائماً يكون الحكم هو الشماعة التي يعلق عليها الاخرون فشلهم، فيتعرضون للانتقادات اللاذعة". من جهة ثانية، وجه محمد عمر رسالة تهنئة الى زميله حكم الراية الاماراتي عيسى درويش، بعد ظهوره بمستوى مشرف في نهائيات كأس العالم، خلال مشاركته في قيادة المباريات، مشيراً الى ان مستوى عيسى درويش يظهر بمستوى الحكام في الامارات.