بدأ الحجاج أمس بالتوافد إلى المدينةالمنورة قادمين مباشرة من منى بواسطة أكثر من خمسة آلاف حافلة، ويتوقع المسؤولون فيها وصول نحو 600 ألف حاج، يقضون خلالها أياماً عدة، ثم يغادرون الأراضي السعودية مباشرة عبر مطارها الإقليمي أو بالعودة مرة أخرى إلى جدة ومنها إلى بلادهم. وكانت المدينةالمنورة استقبلت في"الموسم الأول"أكثر من 650 ألف حاج، وشكل مطار الأمير محمد بن عبد العزيز نقطة تحول إيجابية في سبيل راحة الحجاج، حيث سمح لهم بالوصول مباشرة من دولهم. واستعدت المدينةالمنورة لاستقبال الحجاج الذين لم يتسن لهم زيارتها قبل بدء شعائر الحج، وبدأت القطاعات الحكومية والخاصة كافة وبمتابعة من أمير منطقة المدينةالمنورة ورئيس لجنة الحج الأمير عبدالعزيز بن ماجد تجهيزاتها لاستقبال الحجاج الذين يحدو بهم الشوق لزيارة المسجد النبوي الشريف والتشرف بالسلام على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. استعدت مختلف الإدارات الحكومية ذات العلاقة المباشرة بخدمات الحج لوصول الحجاج، عبر طريق الهجرة السريع لمرافقة قوافلهم تحت إشراف النقابة العامة للسيارات، إذ انتشرت وعلى طول طريق الهجرة مراكز الشرطة، والشؤون الصحية، والدفاع المدني، والهلال الأحمر، والاتصالات، ودوريات أمن الطرق، وفرق من دوريات الصيانة. وأكد وكيل إمارة منطقة المدينةالمنورة رئيس لجنة التنسيق ومتابعة الخدمات في لجنة الحج في المدينةالمنورة المهندس عبدالكريم بن سالم الحنيني، أن جميع الإدارات أكملت استعداداتها في كل ما يخدم الحجاج والزوار في سكنهم وتنقلاتهم. كما جندت الإدارات ذات العلاقة بخدمات الحج كل إمكاناتها الآلية والبشرية لخدمة الحجاج والزوار، ومنها: وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي الشريف التي بذلت كافة جهودها داخل المسجد والساحات المحيطة به وسطح المسجد بالفرش اللازم، ووزعت مياه زمزم في مختلف أرجاء المسجد وساحاته، إضافة إلى أعداد وفيرة من نسخ القرآن الكريم من طباعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. كما انتشر الدعاة والمرشدون داخل أرجاء المسجد لتعليم وتبليغ الحجاج لكل ما يهم بأمور دينهم والرد على استفساراتهم عن زيارة المسجد النبوي وما يجب على الحاج والزائر عند زيارته المسجد النبوي. وقال المدير العام لفرع وزارة الحج في منطقة المدينةالمنورة حسن حامد البكري:"مع وصول وفود الحجاج، بدأ فرع الوزارة تنفيذ خطته في الموسم الثاني، وكذلك خطة المؤسسة الأهلية للأدلاء التي تنفذ برنامجها من خلال مكاتب الخدمة الميدانية التابعة لها". وأوضح أن فرع الوزارة أكمل استعداداته كافة لتقديم كل ما من شأنه خدمة الحجاج من خلال التجهيزات الإدارية والميدانية وبالتنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة بخدمات الحج. مشيراً إلى تشغيل مراكز استقبال الحجاج في محطة طريق الهجرة البرية، وهو المنفذ البري الوحيد للحافلات القادمة من مكةالمكرمة. ولفت إلى أنه يتوافر في محطة القدوم المستوى التنسيقي المتكامل لاستقبال قوافل وفود الحجاج، ويشارك في تنفيذها نحو خمسة آلاف موظف ومرشد وسائق وعامل في مؤسسات أرباب الطوائف، ومكاتب الخدمة الميدانية، ومراكز إرشاد الحجاج التائهين، والمكاتب التابعة لمكتب الوكلاء الموحد، والنقابة العامة للسيارات، وشركات نقل الحجاج، ومراكز المساندة. وشهدت المدينةالمنورة منجزات تنموية وحضارية في مختلف المجالات منذ عهد الملك عبدالعزيز، وتوجت هذه المشاريع بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز باستكمال الأعمال المتبقية من مشروع توسعة المسجد النبوي وبكلفة إجمالية بلغت 4.7 بليون ريال، تشمل تركيب 182 مظلة تغطي جميع ساحات المسجد النبوي الشريف لوقاية المصلين والزائرين من وهج الشمس ومخاطر الأمطار خصوصاً حوادث الانزلاق جراء هطول الأمطار، مجهزة بأنظمة لتصريف السيول وبالإنارة وتفتح آلياً عند الحاجة يستفيد منها عند انتهائها أكثر من مئتي ألف حاج وزائر. كما تشمل المشاريع تنفيذ الساحة الشرقية للمسجد النبوي الشريف بمساحة 37 ألف متر مربع تستوعب عند انتهائها أكثر من 70 ألف مصل، وسينفذ تحتها مواقف للسيارات والحافلات تستوعب 420 سيارة و70 حافلة، إضافة إلى تنفيذ دورات مياه ومواقف لتحميل وإنزال الركاب من الحافلات والسيارات. وتضمن أمر خادم الحرمين الشريفين أيضاً استكمال طريق الملك فيصل الدائري الأول المشتمل على تقاطع طريق الملك فهد والأجزاء الممتدة بين مدخل المدينة الشرقي وما بعد شارع أبي بكر الصديق ليلتقي مع الجزء المنفذ من طريق الملك فيصل المعروف ب"الدائري الأول والتقاطعات الجنوبية والأجزاء الممتدة بين طريق علي بن أبي طالب وطريق عمر بن الخطاب، وأنفاق المشاة الشمالية والجنوبية وعددها سبعة أنفاق وتنفيذ امتداد نفق المناخة من الناحية الجنوبية إلى خارج طريق الملك فيصل، واستكمال تنفيذ الشوارع والأرصفة والإنارة الدائمة في المنطقة المركزية. وشملت مشاريع ومجالات التطور التي شهدتها منطقة المدينةالمنورة تأمين الخدمات الأساسية في مجالات التعليم والطرق والاتصالات والصحة والمياه والكهرباء وتطويرها حتى تصل إلى ارقى المستويات وتوفر أفضل الخدمات للمواطن والمقيم. ففي مجال الطرق شهدت المنطقة تطوراً شاملاً للطرق داخل المدينة والطرق التي تربطها بالمدن والقرى والهجر، من أبرزها الطريق الواصل بين مكةالمكرمة - المدينةالمنورة السريع المعروف ب"طريق الهجرة"، والذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله في تشرين الأول أكتوبر عام 1984م ويعد أحد انجازات وزارة النقل في مجال الطرق السريعة.