أغلقت قوات الأمن السعودية يوم أمس ثاني ملف لقائمة 36 مطلوبين أمنياً التي أعلنتها وزارة الداخلية الثلثاء الماضي، لتحقق بذلك إنجازاً أمنياً تواصل به ما كانت تحققه في القائمة الأولى والثانية للمطلوبين. ويعد مقتل يونس الحياري أحد أخطر المطلوبين على القائمة ال 36 بحسب تصريح وزير الداخلية أمس، ضربة قوية ل"التنظيم"وتأكيداً على أن قوات الأمن أصبحت تعي تماماً تحركات هؤلاء الأشخاص وكيفية الوصول إليهم، بل وكشفت عن تفكك قوي داخل الخلية الإرهابية التي أوقفت جميع عملياتها التي كانت تقوم بها أكثر من ستة أشهر، في دلالة واضحة على غياب المنظم والقائد لتلك الخلايا بما يعكس البعد الحقيقي لضعف قاعدة هؤلاء المطلوبين في الوقت الحالي. وعلى رغم تأكيد بعض المحللين السياسيين، أن خلايا القاعدة في السعودية باتت مجموعة من الخلايا النائمة وأنها تستطيع تنفيذ عملية انتحارية بشكل مفاجئ إلا أن واقع الحال وما أسفرت عنه المداهمات الأمنية وعدد المقبوض عليهم من الفئة الضالة يؤكد أن نهايتها بدأت تكتب سطورها لتلك الفئة وأعمالها داخل السعودية. وفي الوقت نفسه، يكشف سقوط ورقتين من قائمة المطلوبين خلال أسبوع واحد فقط عن تجاوب وطني مع تلك القائمة وتحرك شعبي وأمني في اتجاه واحد للخلاص من أعمال تلك الفئة الضالة. واستطاعت الأجهزة الأمنية يوم أمس قتل زعيم"تنظيم القاعدة"في السعودية المطلوب رقم 1 في القائمة الجديدة يونس محمد إبراهيم الحياري والقبض على ثلاثة أشخاص أحدهم مصاب وآخرين سلما أنفسهما لرجال الأمن، وذلك بعد تنفيذ عمليتين متزامنتين لمداهمة وتفتيش موقعين في حي الروضة شرق الرياض، وأصيب في الحادث ستة من رجال الأمن. وأوضحت مصادر أمنية ل"الحياة"، أن رجال الأمن واجهوا وابلاً من الرصاص والقنابل اليدوية لحظة تنفيذهم عملية الدهم في الموقع الثاني الذي كان يوجد فيه القتيل الحياري ومعه مطلوب أمني تخفى في غرفة في فناء المنزل، وتمكن رجال الأمن من قتل الحياري بعد أن استمر في مواجهة الأجهزة الأمنية. وقالت المصادر، أن المطلوب الذي أخفى الحياري بادر بتسليم نفسه لرجال الأمن، بعد تبادل إطلاق النار والتمكن من مقتل صاحبه، وقام رجال الأمن بسحب جثة الحياري بحبل بعد مقتله حتى الباب الخارجي للمنزل تحسباً من ارتدائه حزاماً ناسفاً، وتم خلع ثوبه بواسطة أشخاص من الأمن السعودي متخصصين في إبطال مفعول المتفجرات. وأشار مصدر مطلع في وزارة الداخلية أمس، إلى"أن قوات الأمن نفذت عمليتين متزامنتين صباح أمس لمداهمة وتفتيش موقعين شرقي مدينة الرياض بعد أن ثبت لدى الجهات الأمنية استخدامهما من المنتمين إلى الفئة الضالة". وقال المصدر إنه تم القبض في الموقع الأول على شخصين من دون مقاومة في حين تعرضت قوات الأمن عند مباشرتها لمهامها في الموقع الثاني إلى إطلاق نار وقنابل يدوية فتم التعامل مع الموقف بما يقتضيه، ونتج من ذلك مقتل شخص والقبض على شخص آخر، وبعد استكمال إجراءات التثبت من هويته، اتضح أنه يونس محمد إبراهيم الحياري الذي تصدر قائمة المطلوبين التي سبق الإعلان عنها والمذكور مغربي الجنسية، وكانت إقامته في البلاد غير نظامية إذ ظل يتنقل متخفياً بين أوكار الفئة الضالة ويعرف عنه سابق تجربة في تجهيز المتفجرات، وهو من المتورطين بصفة مباشرة في عدد من الأحداث التي وقعت في البلاد، ورشح من أقرانه أخيراً وبعد هلاك من سبقه ليكون رأساً للفتنة والفساد في الأرض كما شارك في مقاومة رجال الأمن حتى لقي عاقبة سوء عمله. ولفت المصدر إلى مصلحة التحقيق تستدعي عدم الإفصاح عن هوية الثلاثة الآخرين الذين تم القبض عليهم، وأصيب في الحادث ستة من رجال الأمن بإصابات طفيفة. وتحفظ رجال الأمن في الموقعين على أسلحة وذخائر وأجهزة اتصال وأجهزة حاسب ووسائط إلكترونية، إضافة إلى وثائق ومطبوعات متنوعة.