نظم نادي القصة في حائل أمسية ثقافية لمناقشة رواية الكاتبة رجاء الصانع "بنات الرياض"، بدأها سكرتير النادي عبدالسلام الحميد بورقة حول الرواية وما أحدثته من جدل، ثم فتح باب النقاش، فقدمت القاصة هند التميمي ورقة أكدت فيها أن الروائية ذات ال23 ربيعاً"قدمت صورة واضحة عن فتيات أقرب لها سناً، بدراية بهمومهن من حيث تقييد الحرية، والأفكار الجديدة، واستهجان المجتمع لها". وأضافت التميمي:"لعل أبرز ما يميز هذه الرواية هو واقعيتها وعصريتها، سواء من حيث الأفكار، أم التقنيات، بشكل جعل بنات الرياض جزءاً منا، وجعلنا جميعاً بنات الرياض". وقال الكاتب سعود البلوي إن الرواية ليست في مستوى الزوبعة التي أُحيطت بها معارضة أو تأييداً. وشارك القاص سعود السويداء ببريد إلكتروني قال فيه:"ربما لسوء أو لحسن حظ هذه الرواية أن قارئها لن ينجو من بعض الأحكام المسبقة حولها، بفعل الضجيج الذي أثاره منعها، وهو ما توقعته بما يشبه المفارقة، راوية الرواية، ما يوحي بأن واقعنا الثقافي شديد الاستسلام للتنبؤات، وهذه القابلية للتنبؤ استثمرتها الروائية على نحو ساخر عبر الردود المتخيلة لقراء إيميلات بطلة الرواية، ثم ردت بما يشبه الضربات الاستباقية على نوعين من النقد: الأول أخلاقي، والثاني فني، تواجهه الراوية بقولها إن عملها ليس رواية"بل مجرد جمع لهذه الايميلات المكتوبة بعفوية وصدق"، ما يذكرنا بالرسام رينيه ماغريت الذي رسم غليونا وعنون لوحته"هذا ليس غليوناً". وقال الناقد محمد صالح الشنطي إن الرواية فاجأته بفنيتها المقصودة وبنائها المحكم،"إن القصدية في البناء الفني وهندسته واضحة، وبوحها بالمسكوت عنه في هذا العالم النسائي والشعور الذي يوحي باختراق المحرم والممنوع يجب ألا يعوقنا عن القراءة المحايدة لما هو فني وإبداعي في هذا العمل، بعيداً من المحتويين الاجتماعي أو الثقافي اللذين قد تتفق أو تختلف حولهما التيارات الفكرية المتنوعة، وأن نعامل هذا العمل الفني بما يليق به من تناول علمي، يضع في اعتباره عمر وخبرة الكاتبة وظروفها الموضوعية". وتناول الإعلامي مفرح الرشيدي مسألة القراءة النقدية، وما تستلزمه من منهج في القراءة والنقد يحتاج إلى وقت أطول، وقال إن الغلاف لعب دوراً في الترويج والإقناع بالرواية". وتناول الشاعر والكاتب الصحافي شتيوي الغيثي الرواية عبر قراءة محتوى الرواية والأدوات الفنية التي استخدمتها الكاتبة. وعلق الكاتب عبدالله الحربي على ما نالته الرواية من شهرة وانتشار، مؤكداً أن ذلك ما حدث إلا لأن الكاتبة سعودية،"عرّت الكثير مما يرفض المجتمع تناوله". وقال إنه غير معجب بالرواية لكونها رواية عادية. وقال الكاتب مطلق البلوي إن الآراء التي تعرضت لها الرواية تبقى مجرد آراء شخصية،"إلا أنها أفادت الرواية والروائية بالدرجة الأولى". وأثار الصحافي سالم الثنيان قضية الاهتمام بالعمل لمجرد أنه ينتمي إلى عالم النساء، وقال إن الرواية ضعيفة من الناحية الفنية، ولا تختلف مواضيعها عن بعض الروايات الساذجة. ودفعت الاتهاماتُ التي واجهتها الرواية الناقد أحمد إبراهيم أحمد إلى إجراء قراءة فيلولوجية للنص، فتبين له أن الكاتبة تعرضت لتأثيرات شفهية نتيجة قيامها بالتحضير المسبق لكل ما تكتبه، وأن الكاتبة تعيش في بيئة مثقفة إلى حد بعيد، من أجيال أكبر منها عمراً تركوا تأثيرهم فيها،"ولكن البنية اللغوية على رغم تفاوتها تنتمي إلى حال واحدة، وتتحقق فيها الخصوصية اللغوية".