يسعى المخرج السعودي الشاب مشاري الحربان بشغف، عن دور بارز للسعودية في ساحة الأفلام الكرتونية العالمية، التي يرى فيها صراعاً بارزاً على المستقبل، يوازي صراع النفط، والدخول إلى منظمة التجارة العالمية"ما تبذره أفلام الكرتون في الأطفال من قيم وثوابت وثقافة، تظهر نتائجه بعد عشرات السنين". ولذلك يطمح الحربان إلى إنتاج شخصية كرتونية سعودية، تكون بديلاً للشخصيات الكرتونية العالمية، ويبرر توجهه إلى هذا الجانب بعدم ملاءمة الشخصيات العالمية مثل ميكي ماوس وماوكلي وبمبا لثقافة الطفل العربي وبيئته. وأنهى الحربان في هذا الإطار تصميم شخصية كرتونية، تلعب سفينة الصحراء الجمل الشخصيات الرئيسية فيها، إذ أطلق على بطل الفيلم الكرتوني اسم"حاشي"، مع شخصيتين مساندتين له هما"قعود"و"بكرة"، للمشاركة في الفيلم الكرتوني، الذي يأمل في إنتاجه قريباً. واختار المخرج السعودي الجمل ليكون رمزاً ومحوراً لأعماله الكرتونية، من واقع البيئة السعودية". "الجميع يعرف علاقة العرب بسفينة الصحراء، لذلك اخترته شخصية كرتونية، وأعتقد أن الجمل اقرب إلى الذهنية العربية من الفأر والخنزير، وهما الحيوانان اللذان يمثلان الشخصيتين الأبرز حالياً في عالم الأفلام الكرتونية". وأضاف:"ليس من المعقول أن يعشق أطفالنا خنزيراً، لكن هذا ما يحدث، لأننا للأسف لا نملك - كعرب - إنتاجاً كرتونياً موازياً، وبالتالي فالشركات العالمية وفي مقدمها"ديزني لاند"تشكل ثقافة أطفالنا، وسط سلبية عربية واضحة". ويرى الحربان أن الأفلام الكرتونية يجب أن تكون في قائمة أولويات الحكومات العربية، شأنها في ذلك شأن الأمن الغذائي والاقتصادي، كونها وسيلة أساسية في تشكيل ثقافة الطفل العربي"الطفل العربي يقضى معظم أوقاته مع الشخصيات الكرتونية، خصوصاً أن العديد من البلدان العربية لا تمتلك بدائل ترفيهية للأطفال، وبالتالي فالشخصية الكرتونية تجد مساحة أكبر من الأهمية، ولذلك فهي التي ترسم الملامح العامة لثقافة الأطفال، وهذا ما يعني أننا يجب أن نكون أكثر حرصاً، ونقوم بإنتاج عربي في المجال الكرتوني، بدلاً من السماح للجميع بمن فيهم الصينيون بتشكيل ثقافة أطفالنا". ويؤكد الحربان ان العرب والمسلمين يعانون حالياً"أزمة كرتونية"، بسبب عدم وجود إنتاج يتناسب مع الثقافة الإسلامية العربية"نعاني من أزمة، ولك أن تتخيل أن قناة ذات صبغة إسلامية مثل المجد تضطر إلى بث برنامج كرتوني عبارة عن أحذية تتحدث بعضها إلى بعض، ولو وجدت مثل هذه القناة بدائل لبثتها، لكنه الفقر الكرتوني الذي نعاني منه".