"كل من يود الاستعراض بسيارته، أو لباسه، أو قصة شعره، سيذهب إلى شارع "التحلية" تحديداً، بما أنه مكان تجمع المراهقين"، كما تقول هديل 22 عاماً، وتضيف: "يجمع هذا الشارع شريحة معينة من الشبان، خصوصاً يومي الأربعاء والخميس. تصرفاتهم الغريبة فيه، تجعلنا نفكر كثيراً قبل المرور في هذا الشارع". أما إيمان الحربي، فتعد تصرفات الشبان التي تكلمت عنها هديل "نوعاً من التنفيس، يتسبب في الازدحام ومضايقات البنات اللاتي يضطررن إلى المرور، خصوصاً إذا ما كانت وحدها مع السائق أو مع زميلاتها أو أخواتها". وتستدرك الحربي: "على رغم أنه شارع يشبه أي شارع في الرياض، من وجهة نظري، فإن الشبان يتجمعون فيه بمناسبة أو من دون مناسبة". وبالنسبة إليها، تستغرب بعض التصرفات، "مثل طلاء السيارة بألوان غريبة، وكتابة مفردات عليها، والرقص على الأرصفة، وغيرها". حصة صالح تخاف المرور من هذا الشارع، إذ تذكر حادثة، حصلت لها ولأمها: "في يوم خميس، كنا نمر في شارع التحلية في سيارة أجرة، ولم نخرج منه إلا بعد نحو ساعة، إذ حاصرنا الشبان، وضايقونا، وفتح بعضهم أبواب السيارة علينا"، وتؤكد حصة أن هذا كان بمثابة درس لها ولأمها، وسبب انقطاعهم عن المرور في شارع التحلية، "بل نبحث عن طرق بعيدة منه، حتى لو استغرق ذلك وقتاً أطول". وتستغرب هند الأحمري، كيف ذهبت حصة وأمها إلى هذا الشارع، إذ تقول: من المزعج أن تمر الفتاة من هناك، فهذا الشارع يجمع أصنافاً غريبة من الشبان، تبحث عن الإثارة، وفرد العضلات بعضهم أمام البعض". وربما لهذا السبب تخاف هنادي جنون أولئك الشبان في هذا الشارع، وتقول: "لا اذهب إلى شارع التحلية، وأفوت العشاء في أحد مطاعمه الجميلة، خوفاً من ثورة الشبان هناك، فهم لا يصدقون أن تمر فتاة". وتتفق لطيفة مع الأحمري، من جانب أن تصرفات الشبان حرمت الفتيات: "من عيادات وصالونات نسائية ومراكز وفرع نسائي لأحد البنوك، تشتهر في هذا الشارع، كل ذلك من أجل استعراضات سخيفة، جعلت من الشارع مكاناً للتسلية فقط". وعلى رغم كل ذلك الهجوم، فإن نوال 24 عاماً تتساءل: "ما الغلط الشنيع الذي يمارسه الشبان هناك؟ من وجهة نظري، تلك تصرفات عادية وظاهرة صحية، ولا أرى مانعاً في أن يمارس الشبان طقوسهم في شوارع يختارونها، بل أنا ضد من يحاربهم، إذ ستكون هناك عواقب مخيفة في هذه الحال"، لكن عزيزة الخالدي تعد هؤلاء الشبان "مجموعة من الفارغين، سيطروا على الشارع، وحرموا العائلات، والفتيات - بلا محرم، حقهم فيه، خوفاً من مضايقات الشبان، فأصبح معروفاً ب"للشباب فقط"، وهذا لا يعطينا الأحقية بالتجوال فيه، خوفاً على أنفسنا أيضاً".