نقلت وكالات الأنباء الروسية عن مصادر في شركة الطيران"ايروفلوت"ان المستشار السابق في وكالة الاستخبارات الاميركية ادوارد سنودن غادر هونغ كونغ الى موسكو ومنها الى كراكاس من طريق هافانا. ونقلت وكالة"ايتار تاس"عن مصدر مطلع في الشركة ان"راكباً يحمل هذا الاسم سيصل اليوم الى موسكو عبر الرحلة اس يو 213، آتياً من هونغ كونغ، وسيسافر الاثنين على متن الرحلة اس يو 150 الى هافانا التي يغادرها في اليوم ذاته الى كراكاس عبر رحلة محلية". وأتت مغادرة سنودن بعد إصدار الولاياتالمتحدة مذكرة توقيف بحقه لتسريبه وثائق تثبت ان وكالة الامن القومي الاميركية ان اس أي تمكنت من الوصول الى كميات كبيرة من بيانات الانترنت مثل البريد الالكتروني وغرف الدردشة وتسجيلات فيديو من شركات كبرى منها، في اطار برنامج تجسس حكومي عرف باسم"بريزم". وأكدت السلطات في هونغ كونغ ان سنودن غادرها بوسائل"قانونية وعادية"، مشيرة الى انها"لم تحصل على المعلومات اللازمة"لتنفيذ مذكرة التوقيف التي اصدرتها الولاياتالمتحدة بحقه. وقبل مغادرته، اكد عميل الاستخبارات الاميركية السابق في مقابلة نشرت السبت في هونغ كونغ التي لجأ اليها، ان الحكومة الاميركية اخترقت انظمة شركات الهاتف الخليوي الصينية للتجسس على ملايين الرسائل النصية القصيرة. وأضاف في مقابلة نشرتها صحيفة"ساوث تشاينا مورنينغ بوست"ان الولاياتالمتحدة اخترقت ايضاً الانظمة المعلوماتية لجامعة تسينغهوا، وهي جامعة مرموقة في بكين تخرج فيها الرئيس السابق هو جنتاو وخلفه الرئيس الحالي شي جينبينغ، واخترقت ايضاً شركة"باكنيت"التي تشغل الألياف البصرية في منطقة آسيا-المحيط الهادئ. وسنودن كان عميلاً في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي إي ثم عمل متعاقداً لحساب وكالة الامن القومي الاميركية ان اس أي في هاواي قبل ان يفر في 20 ايار مايو الماضي، الى هونغ كونغ حيث بدأ بتسريب تفاصيل عن برامج اميركية واسعة لرصد المكالمات الهاتفية ومراقبة اتصالات الانترنت، مما دفع بالقضاء الاميركي لاتهامه بالتجسس. فضيحة في بريطانيا وأثار سنودن فضيحة في بريطانيا بعد كشفه وثائق لصحيفة"الغارديان"تثبت ان اجهزة الاستخبارات البريطانية تستطيع الدخول الى كابلات للألياف البصرية، مما يجعلها من الجهات الفاعلة في مراقبة الاتصالات العالمية، في معلومات اثارت استياء المدافعين عن الحريات الفردية. وقال سنودن ان هذه الظاهرة"ليست مشكلة اميركية فحسب". وأضاف ان"بريطانيا تلعب دوراً اساسياً"، موضحاً ان البريطانيين"اسوأ من الاميركيين"، في اشارة الى مركز الاتصالات التابع للحكومة البريطانية وهو جهاز التنصت البريطاني. لكن مركز الاتصالات البريطاني اكد انه يحترم القانون"بدقة". وقالت ناطقة باسم هذه الهيئة المتمركزة في شيلتنهام وسط بريطانيا:"لا نعلق على القضايا التي تطاول الاستخبارات. وكالات الاستخبارات تواصل التحرك محترمة إطاراً قانونياً صارماً". وقالت وزيرة العدل الالمانية سابين لويتهويسر شنارنبرغر انه اذا كانت الاتهامات بالتجسس الموجهة الى بريطانيا صحيحة، فإن ذلك سيكون"كارثة". ووصفت الوضع بأنه"كابوس على طريقة هوليوود". وتابعت ان"المؤسسات الاوروبية يجب ان تلقي الضوء على هذه القضية فوراً". وأوردت الصحيفة البريطانية ان مركز الاتصالات البريطاني حصل على امكانية متابعة كابلات الالياف البصرية العابرة للاطلسي التي تسمح بمرور الانترنت والاتصالات الهاتفية"عبر اتفاقات سرية"مع شركات خاصة وتقاسم المعطيات التي تجمعها وكالة الامن القومي الاميركية. وتابعت ان المعطيات التي تجمع يمكن ان تخزن ثلاثين يوماً بهدف تحليلها من جانب الهيئة في اطار عملية تحمل اسم"تمبورا"بدأت قبل 18 شهراً. وأعلن مدير اللجنة البرلمانية المكلفة الامن والاستخبارات مالكولم ريفكيند انه ينتظر الحصول على رد من جانب مركز الاتصالات بشأن هذه القضية في الايام المقبلة. وقال لهيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي ان"المسألة الاساسية ليست معرفة كمية المعطيات التي يمكن جمعها، بل ما يمكنه الحصول عليه وما اذا كان ذلك تدخلاً في الحياة الخاصة للمواطنين". وتابع ان اللجنة يمكن ان تطلب بناء على هذا الرد الاستماع الى مدير المركز مباشرة وتدرس"كل وثيقة يمكنها كشف الوضع في شكل واضح". ورأت المعارضة العمالية ان معلومات الصحيفة تؤكد"ضرورة العمل على هذه القضية المرتبطة بالامن والاستخبار بسرعة". وعبر ناشطون مدافعون عن حماية الحياة الخاصة عن قلقهم من هذه المعلومات. وقال مدير جمعية"بيغ براذر ووتش"نيك بايكس:"اذا كان مركز الاتصالات البريطاني اعترض عدداً كبيراً من اتصالات اشخاص ابرياء في اطار عملية واسعة، فلا اعتقد ان ذلك ينطبق على الاجراءات التي تنص على الحصول على تصريح حكومي لاعتراض اي اتصال فردي". وأضاف:"يجب معالجة هذه المشكلة بسرعة". وقالت شامي شاكرابرتي مديرة"ليبرتي"وهي منظمة اخرى للدفاع عن الحريات الفردية انها"صدمت لكنها لم تفاجأ"بمعلومات"الغارديان"، متهمة مركز الاتصالات البريطاني"بتفسير ملتوٍ للقانون". وأضافت في تصريحات ل"بي بي سي":"انهم يستغلون حقيقة ان الانترنت دولية في طبيعتها". وأشارت الصحيفة الى ان المعطيات التي جمعها مركز الاتصالات البريطاني تشمل تسجيلات اتصالات هاتفية ومضامين رسائل الكترونية ورسائل على الشبكة العنكبوتية وتاريخ نشاطات مستخدمين للانترنت. وكشفت الوثائق التي اطلعت عليها"الغارديان"ان الوكالة البريطانية اخترقت في 2012 اكثر من مئتي كابل وكانت قادرة على معالجة عدد قد يصل الى 600 مليون من الاتصالات الهاتفية يومياً. وأوضحت الصحيفة ان الجزءين الاساسيين من برنامج المراقبة الذي يطبقه المركز البريطاني هما"التحكم بالانترنت"ماستيرينغ ذي انترنت و"استغلال الاتصالات العالمية"غلوبال تيليكوم اكسبلوتيشن وذلك"من دون ان يكون للجمهور اي علم بهما او ان يجري اي نقاش في شأنهما". وأفادت صحيفة"أوبزيرفر"ان كبار مسؤولي الاستخبارات البريطانية قلقون من مضاعفات القرار السري الذي اتخذه"مقر الاتصالات الحكومية"لاعتراض الاتصالات عبر الهاتف وشبكة الإنترنت.