عاشت جماهير الهلال السعودي مساء أول من أمس الأربعاء ليلةً"سوداء"، وهي تشاهد فريقها يسقط على أرضه برباعية نظيفة أمام ضيفه نادي أولسان هونداي الكوري الجنوبي في مباراة الإياب من ربع نهائي دوري أبطال آسيا بعد أن كان الهلال خسر ذهاباً بهدف نظيف. وعلى رغم الآمال الكبيرة التي عقدها المتابعون على الهلال، وقدرته في تعويض فارق الخسارة المعقول ذهاباً، إلا أن الخصم الكوري بدا جاهزاً للقاء، ونجح في استغلال أولى الفرص التي أُتيحت لمهاجمه البرازيلي رافينا عند الدقيقة ال22 ليحرز الهدف الأول، ما أسهم سريعاً في تدهور أصحاب الأرض في ظل شعورهم بصعوبة المهمة التي باتت تتطلب ثلاثة أهداف للتعويض. الصدمة أسهمت في تسيد الضيوف الكوريين للمباراة سريعاً، ليعودوا مرة أخرى إلى هز الشباك عن طريق اللاعب ذاته عند الدقيقة ال26، الهدفان أنهيا المباراة سريعاً بالنسبة إلى الهلاليين، إذ تخبط لاعبوه، وبدا واضحاً عجزهم عن مجاراة الخصم في ظل اليأس الذي تملكهم، لتتوالى الأهداف في مرماهم تباعاً، إذ جاء الهدف الثالث عن طريق الكوري شون ووك عند الدقيقة ال56، ولم يتأخر الهدف الرابع إذ جاء بعده بست دقائق. الرباعية الكبيرة في المرمى الأزرق التي سجلت نفسها كأكبر هزيمة آسيوية في تاريخ الفريق الهلالي، فجّرت الغضب في المدرجات الزرقاء التي امتلأت على آخرها بالحضور قبل انطلاق المباراة بأربع ساعات، إذ بادرت الجماهير السعودية بتشجيع الضيوف والهتاف ضد لاعبيها. وعلى رغم الخسارة الهلالية، إلا أن الكرة السعودية وضعت قدماً في المباراة النهائية، إذ سيلتقي الاتحاد بطل 2004 و2005 بالأهلي في النصف النهائي في دربي جدة، على أن يتأهل الفائز من الطرفان إلى المباراة النهائية. الخسارة الزرقاء الموجعة أسهمت في انتشار أنباء تفيد بنية رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد بتقديم استقالته، على أن يتولى نائبه الأمير نواف بن سعد المهمة لحين اختيار رئيس جديد، لكن ذلك لم يحدث في الوقت الذي يؤكد فيه مقربون من البيت الهلالي بقاء الرئيس الحالي في منصبه إلى نهاية الموسم على أقل تقدير، الحال ذاته ينطبق على مدرب الفريق أنطوان كومبواريه الذي كانت المصادر الهلالية الرسمية أكّدت قبل انطلاق المباراة على أن النتيجة لن تحكم مصيره مع الفريق. المدرب الفرنسي قدّم اعتذاره للجماهير خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب المباراة، معتبراً أنهم أصيبوا بخيبة أمل كبيرة للخروج من البطولة بهذه الخسارة القاسية أمام أولسان، وزاد كومبواريه،"لم نكن محظوظين، وخيبنا طموحات جماهيرنا التي حضرت المباراة بأعداد كبيرة، الخسارة كانت انتكاسة بالنسبة إلينا، ونحن نستحقها، الآن يجب أن نتطلع إلى المستقبل، وأن نتعلم من الأخطاء التي ارتكبناها في هذه المباراة". وزاد:"لعبنا في أول 20 دقيقة فقط، ولكن بعد تلقي أول هدفين لم نستجب للمجريات، إذ نجح لاعبو أولسان في إيقافنا، ووضع الضغط على اللاعبين"، موضحاً"بدأنا اللقاء بصورة جيدة، ولكن بعدما سجّل أولسان هدفه الأول، باتت الأمور أكثر صعوبة، وأثّرت علينا بشكل سلبي، المباراة كانت صعبة جداً بالنسبة إلينا، ونحن نتأسف لهذه النتيجة، ولإخفاقنا في التأهل إلى نصف النهائي"، مضيفاً"أولسان كان أفضل منا، ويستحق الفوز، لأنه لم يمنحنا الفرصة للعودة بالنتيجة". بدوره، أعرب لاعب وسط الهلال أحمد الفريدي"عن حزنه من خروج الفريق من دوري أبطال آسيا"، معتبراً أن أولسان"عرف كيف يقرأ المباراة، ويحافظ على تركيزه في البطولة، ليصل فيها إلى نصف النهائي مع أن نتائجه في الدوري المحلي سيئة للغاية". وشدد"على أن الوقت لم يسعف الهلال لتقديم أي شيء، كما أن الفريق الكوري كان متقدماً بهدفين، وأن المهمة كانت صعبة للتعويض". وينتظر أن يلتقي أولسان في نصف النهائي مع بونيودكور الذي تغلب على ضيفه أديلايد الأسترالي 3-2 بعد التمديد إياباً أمس، أيضاً بعد أن انتهت مباراة الذهاب 2-2.