اتخذت اسرائيل أمس خطوة جديدة باتجاه تنفيذ خطة في القدسالشرقية، لبناء"حديقة الملك"، تستلزم هدم نحو 20 منزلاً فلسطينياً، الأمر الذي قد يؤدي الى مزيد من الضغوط الديبلوماسية على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، بعد يوم من اذعانه لمناشدات دولية لتخفيف الحصار عن قطاع غزة في أعقاب الهجوم الاسرائيلي الدامي على سفن للمساعدات الانسانية. وينذر القرار أيضاً بتعميق الخلاف مع إدارة الرئيس باراك أوباما على رغم ان القرار الذي اتخذته الحكومة الاسرائيلية قبل نحو 3 أشهر القاضي بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية، يستثني القدس من هذا التجميد.وتوالت الردود الدولية المرحبة بقرار اسرائيل تخفيف الحصار عن غزة، وآخرها اللجنة الرباعية الدولية، فيما دعت مصر الى رفع كامل للحصار. ويأتي إعلان اسرائيل إحياء خطة بناء في القدسالشرقية قبل أسبوعين من موعد اللقاء بين اوباما ونتانياهو في البيت الأبيض الذي يتوقع ان يمارس خلاله الرئيس الأميركي ضغوطاً لتمديد فترة تعليق البناء في مستوطنات الضفة، والتي تنتهي أواخر أيلول سبتمبر المقبل. ووصف زعماء فلسطينيون المشروع الاسرائيلي الجديد، ويتضمن اعادة تخطيط المساحة المخصصة لبناء ألف منزل على 54 فداناً في حي سلوان بالقدسالشرقية وهدم 20 منزلاً فلسطينياً، بأنه محاولة أخرى من جانب تل أبيب لترسيخ مزاعمها في المطالبة بكل القدس التي استولت على الجزء الشرقي منها في حرب 1967 وضمته في خطوة لم تلق اعترافاً دولياً. في غضون ذلك، تواصلت الردود على قرار اسرائيل تخفيف الحصار على غزة. ورحبت اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط، التي تضم الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة، بهذا القرار. وقال ممثلو اللجنة في بيان صادق عليه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان الوضع في الاراضي الفلسطينية ما زال"غير قابل للاستمرار وغير مقبول". ووصف البيان تغيير سياسة اسرائيل بشأن غزة بأنه"مشجع"، لكنه لفت الى"ان اعداد التفاصيل واجراءات التطبيق سيكون لها اهميتها لضمان فعالية هذه السياسة الجديدة"، واشار الى الحاجة للقيام باجراءات أكثر بكثير لتخفيف الضغوط عن السكان في الاراضي الفلسطينية. وتعهدت"الرباعية"ب"العمل على"ضمان التنفيذ السريع للترتيبات"الجديدة، و"المراقبة عن كثب لكيفية تنفيذ السياسة الجديدة بكل نواحيها". كما تعهدت بأن"تستطلع بنشاط السبل الاضافية لتحسين الوضع في غزة"وأكدت"ضرورة الأخذ بمصادر القلق الأمنية لاسرائيل بما في ذلك إنهاء تهريب السلاح الى غزة". كما حضت"كل الذين يرغبون بايصال المواد الانسانية القيام بذلك من خلال القنوات التي يتم انشاؤها كي يكون في الامكان تفتيش الحمولة ونقلها عبر المعابر البرية الى غزة". ودانت"انتهاك حماس لالتزاماتها الدولية"بعدم سماحها للصليب الأحمر زيارة الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط المعتقل لديها. كما جددت دعمها"المحادثات غير المباشرة نحو استئناف المفاوضات المباشرة بلا شروط مسبقة" بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وأكدت ان"المفاوضات يجب ان تؤدي الى تسوية بغضون 24 شهراً تنهي الاحتلال الاسرائيلي وتنشئ دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربيةوغزة قابلة للاستمرار". نشر في العدد: 17245 ت.م: 22-06-2010 ص: الأولى ط: الرياض