يعرض"لوغران باليه"القصر الكبير المحاذي لنهر السين وجادة الشانزيليزيه وسط باريس، ابتداء من أمس وحتى غداً مجموعة التحف الفنية العائدة لكبير مصممي الأزياء الفرنسيين ايف سان لوران وصديقه رجل الأعمال بيار بيرجيه، التي تباع في ما وصف بأنه"مزاد القرن"، كونه محط اهتمام المشترين من العالم أجمع. ويشتمل المزاد على 733 تحفة موزعة وفقاً لتصميم بالغ الذوق والأناقة، في"القصر الكبير"بما يوحي للزائر أنه يشارك الصديقين في أحد أوجه حياتهما التي عشقا على مداها الفن والجمال. وأمضى سان لوران وبيرجيه حوالى 50 عاماً في جمع هذه التحف الفريدة، التي أحاطت بكل منهما في مكان اقامته، ومن بينها لوحات لبيكاسو وموندريان ومنحوتات وأوانٍ تعود الى قرون مختلفة بدءاً بالقرن الثاني وصولاً الى القرن الثامن عشر، وقطع من المفروشات المصنوعة في بداية القرن الماضي، إضافة الى علب وأباريق وشمعدانات وغيرها. ويروي بيرجيه أن سان لوران كان ينتقده ويتساءل كيف يمكن أن يعيش وسط هذا الكم المتراكم من التحف في منزله الباريسي الواقع في الحي اللاتيني، في حين أنه كان هو نفسه يعيش في ما يشبه المتحف، في شارع قريب. فهذه التحف التي يقول بيريجيه إنهما كانا غالباً ما يختارانها معاً شكلت أحد الروابط المتينة التي جمعت بينه وبين سان لوران حتى وفاة الأخير في حزيران يونيو من السنة الماضية. وبعيد أقل من عام على رحيل سان لوران، قرر بيرجيه بيع كل ما أحاط بهما وشكل عالمهما اليومي، طالباً من مؤسسة"كريستيز"الشهيرة تولي هذه المهمة. وأهدى بيرجيه، بناء لرغبة سان لوران، لوحة للفنان غويا لمتحف لوفر، ومنح متحف أورسيه سجادة حائط تقدر قيمتها بين 400 و 600 ألف يورو، في حين أن المبلغ المتوقع جمعه من المزاد قد يفوق 300 مليون يورو. ويشير عاملون لدى كريستيز، الى أن هذا الرقم يعتبر قياسياً، إذ أن أعلى مبلغ جُمع في مزاد، بلغ 200 مليون دولار، في نيويورك في القرن الماضي. وعلى رغم كل ما يقال عن الأزمة الاقتصادية، فإن مزاد سان لوران - بيرجيه، أثار حركة استثنائية في العاصمة الفرنسية التي اكتظت فنادقها بالزوار والمشترين، في حين أن حركة الطيران الخاص في مطار لوبورجيه قفزت بنسبة 35 في المئة. ومن المتوقع أن يزور المعرض حوالى 30 ألف شخص من بينهم العديد من المشاهير، خصوصاً من عالمي الأزياء والسينما، وأن يحضر المزاد الذي يتم في ثلاث جلسات، كبار الأثرياء من محبي التحف النادرة. وتشكل لوحة لبيكاسو، أغلى قطعة تطرح في المزاد، إذ تبلغ قيمتها بين 25 و 30 مليون يورو. ويعتزم بيرجيه تخصيص قسم من ريع المزاد لمؤسسات خيرية وقسم آخر لمكافحة مرض فقدان المناعة المكتسبة"الايدز". الى ذلك وعلى ضوء الاحتجاج الذي قدمته السلطات الصينية، مطالبة باسترجاع قطعتين من البرونز تضمهما المجموعة وتقول الصين إنهما ملكها، قال بيرجيه إنه مستعد لاعطاء القطعتين لبكين شرط إقرارها بحقوق الانسان.