منزل الموسيقي الشهير في روسيا تحول متحفاً . أعمال تشايكوفسكي تستعاد ... في موسكو وبرلين ولندن

تقف منضدة مائلة في منزل من الخشب الأزرق مطل على أشجار البتولا الفضية، شاهدة على إحياء الاهتمام العالمي بأعمال مؤلف موسيقي روسي من القرن التاسع عشر لم يحظ بالتقدير الذي يستحقه.
كتب بيتور تشايكوفسكي أعماله الأخيرة على هذه المنضدة في آخر مسكن له في بلدة كلين الصغيرة التي تبعد 85 كيلومتراً شمال غربي موسكو.
وفي هذا المكان، تتزايد أعداد المعجبين بالموسيقي الراحل الذين يجولون في منزله، متلمسين أغراضه.
وزار المنزل العام الماضي 86 ألف زائر، وتتوقع مديرة المنزل الذي بات اليوم متحفاً ناتاليا جوربونوفا أن يزداد عدد الزوار هذه السنة.
وبينما يتصدر الحنين الى أيام الحقبة السوفياتية عناوين الأخبار الآتية من روسيا، ويسخر بعض النقاد من أعمال تشايكوفسكي ويصفونها بأنها شعبية، فإن متحمسين يقولون إنها قريبة من النفس وتصلح لكل زمان ومكان.
وتقول الزائرة ليودميلا سولتوكوفا إنها حققت حلماً قديماً بزيارتها منزل أحد ملهميها.
وكل سنة يأتي موسيقيون وموزعون مشهورون الى كلين ليعزفوا على البيانو في السابع من أيار مايو يوم ميلاد تشايكوفسكي الذي عاش من 1840 الى 1893. ولاحظت جوربونوفا ان عدد الأوروبيين والآسيويين، خصوصاً الكوريين زاد.
وعرضت أعمال الموسيقي الراحل على نطاق واسع في موسكو هذا الشتاء وامتلأت المسارح عند عرض أوبرا"يوجين اونجين"و"ملكة البستوني"وباليه"بحيرة البجع"كما عرض باليه"كسارة البندق"في مسرح سمي باسمه.
وقدم مسرح ستاتسوبر في برلين انتاجاً جديداً ل"يوجين اونجين"مع المؤلف الموسيقي دانيال بارينبويم بينما سعى مهرجان"الكشف عن تشايكوفسكي"في مركز ساوثبانك في لندن الى تبديد بعض الخرافات القديمة المتعلقة به.
وأكسبت أعمال بينها"افتتاحية 1812"وباليه"الجمال النائم"و"بحيرة البجع"و"كونشيرتو البيانو الأول"وروائع الأوبرا مثل"يوجين اونجين"و"ملكة البستوني"تشايكوفسكي شهرة كبيرة بين جمهور عصره. بيد أن بعض النقاد وصفوا أعماله بالسوقية والرخيصة لكنه كتب في منزله في كلين السيمفونية السادسة والأخيرة والتي سماها"المؤثرة".
وساعدت روسيا في الحفاظ على المتحف وتبرعت قبل سنتين بتمثال من المعدن لتشايكوفسكي في سنواته الأخيرة وضع خارج المنزل.
وسارعت جوربونوفا إلى نفي المزاعم التي وردت على نطاق واسع بأن وفاة تشايكوفسكي عن 53 سنة التي ترجع الى نطاق واسع الى إصابته بالكوليرا، نجمت عن انتحاره بعد ملاحقته بمزاعم شذوذ جنسي.
وفي الوقت الذي يفيد بعض كتاب سيرة تشايكوفسكي أنه كان مثلياً ويقيم علاقة مع قريبه فلاديمير دافيدوف الذي تملأ صوره غرف منزل تشايكوفسكي، لا يشعر الروس برغبة في الحديث عن هذا الأمر.
نشر في العدد: 16712 ت.م: 05-01-2009 ص: 35 ط: الرياض