وانتهى بفضل الله حج 1446 للهجرة ولا نملك إلا أن نحمد الله ونشكره أن سخر للمسلمين ولمقدساته هذه البلاد بقيادتها وشعبها. ودون تردد لا نملك إلا أن نقف احتراماً وتقديراً لجميع الجهات المشرفة والمخططة والمنفذة لهذا النجاح العظيم (ما شاء الله ولا قوة إلا بالله) نجاح لا ينكره إلا ظالم معتد أثيم. اللهم أدم فضلك وكرمك على السعودية وقيادتها وشعبها. اللهم زدهم عزاً ومجداً، كان حج هذا العام في قمة التنظيم وروعة الخدمات وتوفر الإمكانيات ومن الجميل أن الجهات المنظمة لا تكتفي بهذا النجاح، بل تبحث عن المزيد فتُعقد بعد انتهاء الموسم الاجتماعات لمناقشة السلبيات قبل الإيجابيات وبحث سبل التطوير على مدى عام كامل وتلافي أي سلبية كانت في تنظيم موسم الحج التالي. وهذا شغل وزارة الحج والعمرة ووزارة الداخلية والصحة والجهات المساندة الأخرى وفقهم الله بناءً على حرص القيادة وحرص القائمين على الحج على تسهيل المناسك على الحجيج وتوفير أرقى الخدمات لهم وأيسرها عليهم وهذا شأن المملكة رعاها الله مع مسؤولية الحج منذ وحدها الملك عبد العزيز وأذكر في هذا الصدد ما كان يذكره أجدادنا عن صعوبة الحج قبل الحكم السعودي وأن الذاهب إليه كالمفقود نظراً لما كان يعتري أداء هذا الركن من مخاطر وأضرار جسيمة وما يعانيه الحجاج من وعورة الطرق ومهالك الأسفار وما يجدونه في الحرم والمناسك من عدم اهتمام وسوء نظافة وندرة احتياجات إن لم تكن معدومة، قرأت عبارات للكاتب شكيب أرسلان الذي لقب بأمير البيان قرأت له في مؤلفه (الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف) واصفاً الملك عبد العزيز رحمه الله (بالملك الهمام وبأنه غرة في جبين الأيام) واعتقد أنه أصاب كبد الحقيقة في وصفه، حيث وجد في رحلته تلك للحج فرقاً واضحاً عما قبل عهد المؤسس. وهذا ما يؤكده كبارنا في هذه البلاد الطيبة وقد وصف أرسلان الحج وعناية الملك عبد العزيز بالحجاج أيما عناية. ليت عمالقة الكتاب الذين عايشوا حقبة الملك عبد العزيز وكانوا من المعجبين بشخصيته أمثال أرسلان رحمهم الله جميعاً ليتهم يرون اليوم كما رأوا الأمس لكن لعل في قراءتنا وكتاباتنا ما يربط بين الأمس واليوم لدى شبابنا وأجيالنا. المملكة تبذل جهوداً جبارة من أجل ضيوف الرحمن وهناك من يسعى جاهداً ليشوه الجهود ويلفق الأكاذيب والجهات المختصة لهم بالمرصاد لكن لابد أن يكون كل المواطنين والمقيمين أن يكونوا حصناً منيعاً ضد أي هجمات شرسة غادرة خائنة ضد المملكة وضد جهودها في خدمة الحرمين وخدمة ضيوفهما. وهذا واجب كل من ينتمي لهذه البلاد ويقيم على أرضها ولابد من متابعة المسيئين وكشفهم والوقوف ضدهم من كانوا ومهما كانوا. التنظيم الذي حصل في هذا الحج كان نتيجة تكثيف جهود الجهات الأمنية ومحاصرة المقيمين منتهجي الفوضى في كل عام. حقيقة وبعبارة بسيطة ارتاحت مكة وارتاح الحجيج هذا العام فقد ضربت الداخلية بيد من حديد على من يريدون دخول مكة بلا تصريح حج وأتوقع بإذن الله سيكون حج العام القادم أكثر تقدماً وأكثر راحة وهذا ما تسعى إليه المملكة أن يتميز كل عام عن سابقه. من الأمور الهامة جداً هي تنقل المواطنين في فترة الحج من جده للطائف أو مكة والعكس صحيح فكم حصلت مواقف صعبة وأضرار على البعض بسبب الوقوف الطويل والانتظار في نقاط التفتيش. نعلم أن هذا التدقيق ساعد كثيراً على زيادة التنظيم في الحج وكان له دوراً إيجابياً على موسم الحج فدقة التفتيش ساهمت في رفع كفاءة التنظيم، لكن القاصدين مكة أو جده من الطائف قضى معظمهم ساعات طوال في سياراتهم بعضهم لديهم أمراض وبعضهم كبار في السن لا يحتملون وبعضهم أطفال ومنهم من معه مريض زهايمر أو ظرف خاص لا يطيق التحمل وغير ذلك، فانتظارهم تحت التفتيش أوقات تمتد لنصف نهار أو أكثر أمر فيه صعوبة بالغة جداً. نتمنى من وزارة الداخلية ووزارة النقل والخدمات اللوجستية وضع حل لهذه المشكلة التي تعتبر عند المواطن وعليه كبيرة وتحتاج لحل جذري، وأتوقع هذا الموضوع من أولويات الداخلية والنقل للعام القادم بإذن الله ولن تعجز الجهات المختصة عن إيجاد حلول تحفظ راحة المواطنين المسافرين من جدهوالطائف مروراً بمكة وإليها. استوقفتني نقطة أخرى ذكرها كثيرون بخصوص الأضاحي والزحام الشديد عليها وأسعارها فذكروا أن المسالخ تأخذ من الأضحية توابعها التي يطلبها المضحي مثل (الكرشة والرأس والكوارع والأمعاء وما شابه) اعتقد لو أعطاها لهم صاحب الشأن لا بأس لكن أن يستغلوا الزحام ويستقطعوا هذه الأجزاء هنا لابد من تدخل وتنظيم من البلدية على الأسعار وعلى التخفيف عن الناس تشجيعاً لهم على أداء هذه الشعيرة الدينية الاجتماعية ودمتم(اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً)