جاءت نتائج الانتخابات النيابية في بيلاروسيا مطابقة للتوقعات بعدما أخفقت المعارضة في شغل أي من مقاعد الهيئة الإشتراعية البالغ عددها 110. واعتبر مراقبون أمس، أن نتيجة الاستحقاق الانتخابي ستطيح بآمال مينسك في فتح صفحة جديدة في العلاقات مع الغرب، فيما سارعت روسيا إلى دعم حليفتها الأهم في الفضاء السوفياتي السابق، إذ أعلن في موسكو عن نية رئيس الوزراء فلاديمير بوتين زيارة مينسك الاثنين المقبل. وأعلنت اللجنة المركزية للانتخابات في بيلاروسيا النتائج الأولية لعمليات فرز الأصوات في الانتخابات التي أجريت الأحد. وبحسب الأرقام المعلنة فإن حوالى 5.3 مليون ناخب شاركوا في الاقتراع لاختيار نوابهم، وبلغت نسبة الإقبال على الصناديق أكثر من 75 في المئة. واعتبرت رئيسة اللجنة ليديا يرموشينا خلال مؤتمر صحافي عقدته في مينسك، أن العملية الانتخابية في بيلاروسيا أجريت في شكل قانوني وكانت شفافة وديموقراطية، على رغم أنها أسفرت عن هزيمة قوية للمعارضين الذين أخفقوا في نيل أي من مقاعد البرلمان. واعتبرت المسؤولة أن"الشعب البيلاروسي لم يرغب في التصويت للمعارضة، خوفاً من قيامها في حال نجاحها، بإدخال تغييرات جذرية على الأوضاع المعيشية الحالية للمواطن". وفور إعلان النتائج الأولية، وجه المراقبون الغربيون انتقادات حادة للنظام، واعتبروا أن الانتخابات"لم تلب معايير الديموقراطية". وتوقعت أوساط بيلاروسية مواجهة انتقادات قوية من جانب الغرب، ورفض الاعتراف بنتائج العملية الانتخابية. وقال المراقب البيلاروسي المستقل الكسندر كلاسكوفسكي أمس، إن بلداناً غربية كانت تسعى الى تعزيز علاقاتها مع مينسك، مستفيدة من أجواء الانفراج الذي طرأ أخيراً على العلاقات البيلاروسية مع الغرب، لكن النتائج المعلنة"لن تمنح الغربيين مجالاً لتحسين العلاقات لأنها أظهرت إصرار مينسك على عدم السماح بالتعددية السياسية في البلاد". ومعلوم أن الولاياتالمتحدة وبلدان أوروبية عدة تتهم الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاتشينكو بقمع المعارضة، وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس وصفت لوكاتشينكو بأنه يقود"آخر الديكتاتوريات في أوروبا". وفرضت واشنطن وبلدان غربية أخرى عقوبات على مينسك، لكن لوكاتشينكو بدأ في آب أغسطس الماضي سلسلة خطوات للتقارب مع الغرب بينها إطلاق المعتقلين السياسيين وإعلان انفتاحه على الحوار، ما أسفر عن قيام واشنطن بتخفيف بعض العقوبات، ويرى مراقبون أن هذا التحسن بات معرضاً للخطر بعد الانتخابات الأخيرة. في المقابل، رحب مراقبو رابطة الدول المستقلة بما وصفوه"العملية الديموقراطية"في بيلاروسيا، وقال مسؤولون روس إن نتائج الانتخابات ستعزز الروابط مع موسكو، وتزامن ذلك مع الإعلان عن زيارة سيقوم بها قريباً بوتين إلى مينسك للمشاركة في اجتماع مجلس وزراء دولة الاتحاد بين روسياوبيلاروسيا. وأفاد بيان روسي ان بوتين سيبحث مع المسؤولين في الدولة الجارة في"مسائل التعاون في المجالات المختلفة وسبل تعزيز التنسيق بين البلدين". ومعلوم أن البلدين يخوضان نقاشات تهدف إلى إعلان دولة الوحدة. وتعد بيلاروسيا الحليف الأقرب للروس سياسياً وعسكرياً. ويبحث الجانبان في بناء منظومة مشتركة للردع الصاروخي لمواجهة خطط اميركا لنشر الدرع الصاروخية في شرق أوروبا وتوسيع الأطلسي. وتشكل الطاقة عنصراً مهماً لتنسيق سياسات البلدين علماً بأن جزءاً مهماً من صادرات روسيا من الطاقة يمر عبر الأراضي البيلاروسية.