سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مساعد ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان يشرف على المصالحة في المخيم . كمال مدحت لپ"الحياة": لا وجود لحالة "قاعدية" في عين الحلوة و"جند الشام" أفراد مستفيدون من حالة "رمادية" في أحد أحيائه
لطالما أثير ملف مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوبلبنان في سياق اسئلة عن احتمالات انفجار ما. وما نقلته"الحياة"قبل ايام عن مسؤول امني اردني حول معلومات عن وجود"القاعدة"في المخيم كان محطة من محطات عدة في سياق المخاوف من"ملف المخيمات في لبنان". ثم ان الوقائع الأمنية المتلاحقة داخل المخيم ومنها ما جرى فيه اول من امس تجعل من موضوعه مادة دائمة للبحث والتقصي."الحياة"حملت اسئلة الى مساعد منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان اللواء الركن كمال مدحت الذي يتابع ملف مخيم عين الحلوة من خلال إشرافه على عمليات المصالحة التي تجريها منظمة التحرير وفصائل التحالف الفلسطيني بين القوى والعائلات التي اشتركت في نزاعات واشتباكات داخل عين الحلوة. وهنا نص الحوار: يثار كلام دائماً عن وجود تنظيم"القاعدة"في مخيم عين الحلوة؟ - أستطيع أن أجزم أنه لا توجد حالة تنظيمية لپ"القاعدة"في عين الحلوة، أما في ما يتعلق بالمجموعات الإسلامية فهي جماعات محلية لا يتعدى حضورها حدود المخيم من حيث الكادر البشري والتنظيم. هذه المجموعات أكدت على مدى السنوات الماضية من خلال الحوارات التي أجريت معها انها مجموعات تقدم المصلحة الفلسطينية العليا وأمن المخيمات على أي شيء آخر، وتعتبر ان الصراع مع اسرائيل قضيتها. وقد انخرطت في أطر العمل المشترك مع بقية الفصائل سواء في منظمة التحرير أو فصائل قوى التحالف، وهم يشاركون في هذه الأطر داخل مخيم عين الحلوة ويلتزمون كل القرارات التي تصدر عن هذه الأطر وخصوصاً القرارات التي تتعلق بالحفاظ على أمن المخيم. كلامك على عدم وجود حالة تنظيمية لپ"القاعدة"، هل يعني احتمال وجود أفراد؟ - لا توجد دولة في العالم تستطيع أن تمنع الاتصالات الفردية، أعني في عصر الانترنت والهواتف النقالة وغيرها من وسائل الاتصال، ونحن في المخيمات نعيش كلاجئين وأنا افترض انك لا تتوهم على الإطلاق ان لدينا امكانيات دولة لمراقبة الاتصالات أو متابعتها. نحن في عين الحلوة ولسنا في واشنطن. امكانية اتصال أي شخص في العالم واردة في أي مكان وزمان. المهم أننا نركز جهودنا على صيانة المخيم وحمايته ومنع تسلل أي أفراد غرباء اليه ومنع نشوء أي حالات تنظيمية لديها أجندات غير فلسطينية. وفي هذا المجال كنت أشرف على مجموعة اجتماعات في عين الحلوة وتم الاتفاق بين جميع الفصائل الفلسطينية، والقوى الإسلامية في المخيم وممثلي اللجان الشعبية والمجتمع الأهلي على منع تأجير أو تمليك أي شخص داخل المخيم إلا بعد موافقة اللجنة الشعبية والكفاح المسلح في المخيم. وهذه الموافقة لا يمكن أن تُعطى إلا بعد التأكد أمنياً من الشخص المعني. وفي مجال آخر تم الاتفاق مع الجماعات الإسلامية وغيرها من الفصائل على عدم إيواء أي شخص غريب في المخيم وتعهد الجميع والتزموا بذلك. وكان يوجد في المخيم قبل بضعة أشهر شخص سعودي واحد وأُخرج من المخيم. كل هذه الأمور تعلم بها الدولة اللبنانية التي نحرص على التنسيق معها لأننا نعتبر أن أمن المخيمات من أمن لبنان ونحن نريد أن نؤكد أن المخيمات ليست جزراً أمنية وأننا نحترم القوانين اللبنانية، ولن نسمح بتكرار تجربة مخيم نهر البارد. ما هي طبيعة تنظيم"جند الشام"؟ - ما يسمى بپ"جند الشام"هم مجموعة من الأفراد، فلسطينيين ولبنانيين، موجودون في طرف حي صغير اسمه حي الطوارئ، وهذا الحي يسكنه خليط من اللبنانيين والفلسطينيين. هؤلاء الأشخاص يستفيدون من وضع ملتبس ميدانياً في هذه البقعة بالذات وهي بقعة"رمادية"إذا صح التعبير، طبقاً لتوزيع المواقع العسكرية للجيش اللبناني وحواجز الكفاح المسلح المتقابلة على مدخل المخيم. والطريف في الأمر أن هذه البقعة تقاس بالأمتار، فطولها وعرضها لا يتجاوزان الخمسين متراً مربعاً. نحن نعمل على معالجة هذه المنطقة الرمادية والملتبسة ميدانياً بوسائل سلمية، وقد نجحنا حتى الآن في عقد اتفاق يتضمن النقاط الآتية: 1 - منع المظاهر المسلحة في المخيم. 2 - منع ظهور المقنّعين في الشوارع. 3 - منع إطلاق النار. 4 - تسليم أي مطلوب أو مرتكب جناية الى الكفاح المسلح الذي يقوم بعمله في هذه الحالة على قاعدة احترام القوانين اللبنانية. 5 - الشروع في مصالحات في المخيم بين الأطراف والعائلات التي تورطت في اشتباكات سابقة وصولاً الى تعميم حالة مصالحة شاملة في المخيم وتفكيك المربعات الأمنية داخله. 6 - توجيه رسالة الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لمناشدته توفير الاحتياجات المادية اللازمة للتعويضات عن الأرواح والخسائر المادية التي تسببت بها الاشتباكات السابقة في المخيم لإنجاح مشروع المصالحات. 7 - انشاء لجنة قيادية من المسؤول العسكري لحركة"فتح"في عين الحلوة والمسؤول العسكري لپ"عصبة الأنصار"ورئيسي"الحركة المجاهدة"في المخيم وقائد"الكفاح المسلح الفلسطيني"وأمين"لجنة المتابعة"في المخيم. وهذه الأخيرة وظيفتها الإشراف على تطبيق الاتفاق. لقد واجه هذا الاتفاق اختباراً فورياً من بعض المتضررين ومنهم شخص من"جند الشام". إذ افتعلوا اشتباكاً على بعد 50 متراً من مكان الاجتماع، فقمنا بالتعامل فوراً مع الحادث والسيطرة عليه وضبط الأمر ومنعه من التأثير في أجواء المخيم. وقامت القوى المجتمعة بالتعامل بحزم مع هذا الحادث ومضاعفاته اللاحقة وما زال الاتفاق موضع إجماع كل سكان المخيم والقوى والفصائل فيه ويحظى بحماية كاملة من أهالي المخيم لأنه يحقق آمالهم واحتياجاتهم. ولكن ما هو حجم هذا التنظيم؟ - ما يسمى بپ"جند الشام"ليس تنظيماً ولا نواة لحالة تنظيمية. هم بضعة أشخاص من عين الحلوة كانوا في"عصبة الأنصار"ثم خرجوا منها ومن بينهم شخص لبناني من طرابلس كان موجوداً في المخيم منذ حوالى 20 سنة رامز السحمراني. وكان من بينهم شحادة جوهر الذي قتل في المخيم قبل بضعة أسابيع وشخص آخر يدعى عماد ياسين. في الأمس وقعت اشتباكات في المخيم بين"جند الشام"وپ"فتح". ما الذي جرى؟ - الذي حصل في الأمس حادث فردي، فقد أطلق عصام البقاعي من"جند الشام"النار على صالح النوري من"فتح". وما حصل في الأمس كان رد فعل على خلفية الحادث. وهو حادث فردي. الفصائل لم تتورط. وبقيت المشكلة في الإطار العائلي وطوقت الفصائل الاشتباك.