الجنرال ريموند أوديرنو 54 عاماً القائد الجديد لقوات "التحالف" بقيادة الولاياتالمتحدة في العراق لعب دوراً أساسياً في استراتيجية التعزيزات الأميركية صاحبة الفضل الأساسي في التحسن الأمني في هذا البلد. وتسلم الجنرال أوديرنو مهمّاته على رأس قوات"التحالف"الدولي في العراق خلفاً للجنرال ديفيد بترايوس بعدما كان ذراعه اليمنى، في حضور وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس. وكان هذا العسكري صاحب القامة المهيبة 193 سنتمتراً والحليق الرأس عيّن مساعداً لقائد هيئة أركان سلاح البر الأميركي، وهو معروف أيضا بأنه قريب من رجاله وشجاع واستراتيجي حذق. ولد الجنرال أوديرنو في روكاواي في ولاية نيوجرزي، وتخرج في الأكاديمية العسكرية العريقة في ويست بوينت، كما يحمل دبلوماً في علوم الهندسة النووية. وكان ضابطاً في كتيبة المدفعية في السعودية خلال حرب الخليج الأولى عام 1991، ومساعداً لقائد قوة تدخل في ألبانيا خلال عمليات قصف كوسوفو عام 1999. ثم عمل أوديرنو مستشاراً لرئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الجنرال بيتر بيس ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. وإن كان الجنرال ديفيد بترايوس الذي يتولى مهماته الجديدة في رئاسة العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، أشرف على استراتيجية التعزيزات الأميركية، فإن الجنرال أوديرنو هو أول من عرض هذا الاقتراح في كانون الأول ديسمبر عام 2006 على البنتاغون الذي كان متردداً آنذاك. ثم أشرف أوديرنو على الحملة التي شنت ضد المتمردين بكل تفاصيلها في بغداد، مستنداً على استراتيجية التعزيزات الأميركية، فأخرج مقاتلي"القاعدة"من ضواحي العاصمة العراقية وتصدى للمتطرفين الشيعة. وعندما غادر العراق بعد 15 شهراً من ذلك كان مستوى العنف بدأ بالانخفاض. وأوضح هذا الجنرال في آذار مارس الماضي"أن تغيير التكتيك والتقنيات والأسلوب العملي الذي سمح بعودة السيطرة مجدداً على الأحياء المختلفة، مهم بقدر أهمية التعزيزات"، لافتاً الى أن"همّنا الأساسي حماية السكان". وهذا الموقف هو أشبه بتحول من جانب عسكري كان المهندس الرئيسي لعملية اعتقال الرئيس السابق صدام حسين عام 2003 اثر سقوط نظامه. والتكتيك الذي اعتمده آنذاك مع حملة الاعتقالات الكثيفة وتطويق القرى أثار استياء السكان السنّة وغذى التمرد. فردّ اوديرنو عندئذ بأن تلك الانتقادات تجهل مدى خطورة المنطقة. وأقر في حديث الى صحيفة"واشنطن بوست":"لا أعتقد بأنني كنت كاملاً. ارتكبت أخطاء، لكنني أعتقد بأنه أسيء فهمي". وأكد أنه تعلم من التجربة وقال في آذار الماضي لصحافيين:"عندما نكون هنا يومياً نشعر بالأمور في شكل أفضل". وبتسلمه مهماته الجديدة، يتولى اوديرنو المهمة الصعبة وهي"انهاء اللعبة"في هذا البلد، فيما تشرف ادارة الرئيس جورج بوش على نهاية ولايتها. وأكد الجنرال أوديرنو دوماً معارضته خفض عديد القوات في العراق، معرباً عن خشتيه حيال حدوث نكسات على الارض. لكن عديد الجنود الاميركيين ال146 ألفاً سيُخفض ثمانية آلاف في كانون الثاني يناير المقبل عندما سيترك بوش البيت الأبيض، في وقت قد يتكثف الضغط من أجل مزيد من الانخفاض مع تحول الانتباه الى أفغانستان.