اعتقلت القوات الأميركية بعد ظهر الأربعاء علي فيصل اللامي، المدير العام لهيئة اجتثاث البعث، الناطق باسم لجنة الحشد الشعبي إحدى اللجان المساندة لخطة فرض القانون اللتين يرأسهما زعيم حزب"المؤتمر الوطني"احمد الجلبي، بتهمة الضلوع في التخطيط لتفجير مركز القيادة المشترك في مدينة الصدر شرق بغداد في حزيران يونيو الماضي. وقال المستشار الاعلامي للقوات الأميريكية، عبداللطيف الريان ان"تلك القوات بالتعاون مع جهاز أمن المطار في بغداد اعتقلت قيادياً رفيعاً في المجموعات الخاصة"، مشيراً الى انه"متهم بتدبير تفجير مركز القيادة المشترك في مدينة الصدر في 24 حزيران الماضي". وتطلق القوات الأميركية اسم"الجماعات الخاصة"على فصائل مسلحة تعتقد بأنها منشقة عن"جيش المهدي"التابع للتيار الصدري، وتتلقى دعما مباشراً من ايران. ولفت ريان الى ان اللامي كان"كثير السفر ما بين العراقوايرانولبنان، للاجتماع بقيادات المجموعات الخاصة المدعومة من ايران، والقي القبض عليه بعد عودته هو وعائلته من لبنان". من جهته، اكد الناطق باسم خطة فرض القانون اللواء قاسم عطا خبر اعتقال اللامي، لكنه تجنب ذكر اسمه، وقال ان"القوات المشتركة ألقت القبض على ارهابي مطلوب في مطار بغداد الدولي بعد عودته من خارج العراق، وهو المسؤول عن تفجير المجلس البلدي لقاطع مدينة الصدر". يشار االى ان فريقا استشاريا أميركياً كان يعقد اجتماعاً مع اعضاء المجلس البلدي في مدينة الصدر قبل أكثر من شهرين عندما انفجرت عبوات ناسفة داخل مبنى المجلس أدت الى قتل 6 عراقيين وجنديين أميركيين. التيار الصدري من جانبه استنكر بشدة اعتقال اللامي، واعتبرها"عملية مدبرة للإجهاز على قانون المساءلة والعدالة"الذي يحاسب أعضاء حزب البعث المنحل. وقال عضو الكتلة الصدرية عقيل عبدالحسين ل"الحياة":"من المؤسف ان يتم اعتقال علي اللامي في هذا الوقت بالذات لأن قانون المساءلة والعدالة لم يتم تطبيقه بعد، ونعتقد بأن وراء عملية الاعتقال جهات سياسية وبقايا البعثيين في الدولة". واشار الى ان اللامي"تصدى لبعثيين ومنعهم من العودة الى الوظائف الحساسة بكل حزم، الأمر الذي لم يرض كثيرين تحركوا لإبعاده عن منصبه". ونفى عبدالحسين بشكل قاطع أن يكون المعتقل من المحسوبين على تيار الصدر، واعتبر ذلك"مجرد اشاعات"وطالب الجهات المسؤولة بإطلاقه بأسرع وقت. وقال:"هناك تحركات واتصلات مع احمد الجلبي رئيس لجنة اجتثاث البعث لمعرفة ملابسات الحادث". وفي اتصال مع"الحياة"أكد أحد أفراد عائلة اللامي، رافضاً نشر اسمه، نبأ الاعتقال، لكنه شكك بالرواية الاميركية. وقال ان"بعض الاحزاب المتنفذة المعارضة لاجتثاث البعث دفعت الى اعتقاله عن طريق وشاية لدى القوات الاميركية لإبعاده عن العمل الذي كان يقوم به". ولم تكن عملية اعتقال اللامي، وهو احد المقربين من الجلبي الأولى في مسلسل اعتقال مسؤولين كبار في الدولة، تتهمهم القوات الاميركية بالعمل مع الميليشيات، إذ سبق ان اعتقلت وكيل وزارة الصحة حاكم الزاملي قبل هروب الوزير علي الشمري، كما اعتقلت في ايار مايو الماضي مستشارة رئيس الوزراء باسمة الساعدي بتهمة تقديم معلومات الى الميليشيات التي تطلق قذائف الهاون على المنطقة الخضراء. وهناك مذكرات اعتقال قضائية بتهم مختلفة بحق عدد من المسؤلين السابقين الذين هربوا الى خارج البلاد، أبرزهم حازم الشعلان وزير الدفاع السابق، وأيهم السامرائي وزير الكهرباء، ومشعان الجبوري النائب السابق، وراضي الراضي رئيس هيئة النزاهة السابق، وحكم بالاعدام على وزير الثقافة اسعد الهاشمي.