الرابع من آب أغسطس عيد ميلاد الرئيس الرمز ياسر عرفات ابو عمار. نشعل بدل الشموع منازل المناضلين والأبرياء والفقراء الذين لا ذنب لهم إلا لأنهم يسيرون على نهج الرئيس. ايها الرئيس، نشكر الله على رحيلك، لأن المناضلين من خامتك يجب ان لا يروا ما يفعله التتار الجدد، الذين يهدمون كل ما بنيتموه، حتى ذاك الرمز للجندي المجهول الذي يكرم من استشهد من اجلنا لم يسلم من جهلهم. اعذرني اذا كذبت عليك، كما كذب دريد لحام في مسرحية"كاسك يا وطن"على والده الشهيد الساكن في رياض الجنة، بأن الوطن بخير، وان كل أمانيه وطموحاته قد تحققت. سأقول لك ان الرمال اختفت من القطاع، وحل محلها الخضار، لقد أضحت غزة واحة من الجمال كما تمنيت، والمطار أعيد فتحه، والميناء البحري يصدر أسماكنا الى كل المعمورة، وأصبحنا نمتلك بوابة بعرض الوطن مفتوحة على مصر تشكل باباً الى الوطن العربي الذي يشكل عمقنا. لا تسأل عن المواطن، فقد أصبحنا نستورد الأيدي العاملة، حتى العمال السنغافوريون توافدوا إلينا ليتعلموا التجربة وينقلوها ليبنوا لديهم غزة بعدما كنا نحلم نحن بسنغافورة. نجهد لنستطيع إدارة مصانعنا ومعاملنا، والإيفاء بالتزاماتنا للدول التي تتسابق على التزود بمنتوجاتنا الوطنية، فالمواطن اصبح صاحب أعلى دخل في العالم، ويكفي اننا لا نحتاج الى مستشفيات ولا الى الدواء، فلقد بنينا الوطن على مواصفات بيئية لا تسمح للتلوث بالعبور الى بلدنا، واصبح متوسط العمر لدينا قرناً بالكمال والتمام. سيدي الرئيس، لا تسأل عن السيادة فلقد أصبحنا نسيطر على كل المعابر، الى درجة ان الإسرائيليين لم يعودوا يستطيعون ان يسمحوا لأي جريح او مريض من دون إذن الطرف الآخر في التهدئة، حتى الذين مروا لظروف استثنائية، تقدم رامون حاييم باعتذار توضيحي بأن ذلك لا يتعارض واتفاق التهدئة. سيدي الرئيس، لا تخف على أتباعك، فالذين وقعوا بين مطرقة الاحتلال وسندان حماستان، وعادوا... لمحاكمة عادلة! ستطلق سراحهم اذا لم يخالفوا القانون وقواعده، وأهمها الانتماء لفتح باعتبارها حركة محظورة ترفع العلم الوطني بدل الأخضر. سيدي الرئيس، ارجوا ان تخفف تساؤلاتك، وان لا تحرجنا، فنحن المسلمين تشترط شريعتنا ان لا تعرف اليد اليسرى ما أعطت اليمنى، فدع الخير لوجه الله، ولا تحرمنا هذه النعمة بسؤال ينم عن خوف لا داعٍ له. هل معقول ان ينسى الأخوان يوم ضغطت لتنقذ خالد مشعل من موت مفترض ووفرت له بجهدك واتصالاتك الترياق الذي لم تستطع ان تؤمنه لنفسك، وألم تسرع الى عمان لتعانق وتنحني لتقبل رأس الياسين المفرج عنه من سجون الاحتلال. لن أقول لك سيدي الرئيس، سأقول لك الآن يا والدي... يا شهيدنا... يا رمزنا وعزتنا، تكسرت أسناننا ونحن نعض على الأصابع، ان ظلم ذوي القربى أشد مضاضة. والدنا، لقد تجاوزوا كل الخطوط الحمر، وأنت الذي علمتنا بأن ليست لدينا خطوط حمر، سوى دمنا الأحمر، دعنا نشعل شمعة اليوم في عيد ميلادك، عسانا في لحظة التذكر هذه ننسى ما يسقط من ظلام على نهارنا، ومن ظلم على حريتنا. وكل عام وأنت في جنات الخلد. احسان الجمل - مدير المكتب الصحافي الفلسطيني - لبنان