سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"سي آي أي" واجهت إسلام آباد بوثائق عن علاقات الاستخبارات مع مقاتلي القبائل ... وأفغانستان تدعو الى تنفيذ التزامات ضمان أمن الحدود . باكستان : معارك سوات تحصد 25 متشدداً و "طالبان" تحرق مدرسة وتفجر فندقاً
قتل الجيش الباكستاني أمس، اكثر من 25 متشدداً موالين لحركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة" في منطقة وادي سوات القبلية شمال غربي المحاذية للحدود مع أفغانستان. وقال العقيد محمد فاروق ان"معركة دارت على مدى خمس ساعات، اثر مهاجمة مقاتلين إسلاميين مركز مراقبة في منطقة سربندا"، علماً ان عناصر من"طالبان - باكستان"كانوا خطفوا اول من امس 30 شرطياً في المنطقة ذاتها. وأكد فاروق ان اي جندي باكستاني لم يصب بجروح في المعارك التي خلف عشرات الجرحى من المتشددين. وطرد الجيش ايضاً مقاتلين من المركز الرئيسي للشرطة في اقليم ماتا بعد قصف مواقعهم, فيما دمر المتشددون مدرسة للفتيات في سوات، وفجروا فندقاً في محطة التزلج الوحيدة في ملام جابا الواقعة في وادي سوات، والذي كان احرق الشهر الماضي. وهددت"طالبان"سابقاً بشن هجمات انتحارية اذا استأنف الجيش عملياته في المنطقة، بعدما شن الجيش في تشرين الأول اكتوبر 2007 هجوماً واسعاً ادى الى طرد المتمردين من القسم الأكبر من وادي سوات. الى ذلك، اعدم عناصر من"طالبان"في اقليم شمال وزيرستان القبلي امرأة تدعى غولزادة بيبي اتهموها بالتجسس لحساب القوات الأميركية في أفغانستان. وكتب على رسالة تركت على جثة المرأة:"قتلت لدى تحدثها الى الأميركيين عبر هاتف مربوط بالأقمار الاصطناعية". واعدم اخيراً عدد من الأشخاص المتهمين بالتجسس لحساب القوات الأميركية في أفغانستان في الظروف نفسها في منطقة القبائل ذاتها. وفي الولاياتالمتحدة، أعلن مسؤولون عسكريون واستخبارتيون ان مسؤولاً كبيراً في وكالة الاستخبارات المركزية سي آي أي سافر سراً في وقت سابق من الشهر الجاري إلى إسلام آباد لاطلاع كبار المسؤولين الباكستانيين على معلومات عن العلاقات التي تربط أجهزة الاستخبارات الباكستانية بمقاتلي مناطق القبائل. الأمر الذي نفاه الناطق باسم الجيش الباكستاني. وقال الجنرال أثار عباس:"نرفض هذه المعلومات. انها عارية عن الصحة ولا أساس لها". وأفادت صحيفة"نيويورك تايمز"بأن المسؤول في"سي آي أي"قدّم أدلة تثبت تعميق بعض أعضاء اجهزة الاستخبارات الباكستانية علاقاتهم مع قادة مجموعات مسلحة مسؤولة عن ارتفاع درجات العنف في أفغانستان، وربما متورطة في التفجير الانتحاري الذي استهدف مبنى السفارة الهندية في كابول في وقت سابق من الشهر الجاري. وكشفت ان الأدلة تشمل علاقات تجمع بين مديرية الاستخبارات الباكستانية الداخلية أي اس أي ومجموعة"مولاي جلال الدين حقّاني"التي يعتقد مسؤولون اميركيون بأنها ترتبط بعلاقات وثيقة مع كبار مسؤولي"القاعدة"في مناطق القبائل. وكانت"سي آي أي"اعتمدت في شكل كبير على معلومات وفرها جهاز"أي اس أي"عن المقاتلين في المناطق القبلية، على رغم القلق الدائم من تعدد الولاءات داخل أجهزة الاستخبارات الباكستانية التي ارتبطت بصلات جيدة مع نظام"طالبان"في أفغانستان قبل اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001. تزامن ذلك مع زيارة رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني لواشنطن، حيث التقى الرئيس الأميركي جورج بوش والمرشح الديموقراطي الى البيت الأبيض باراك اوباما الذي وصف باكستان بأنها"شريك بالغ الأهمية للولايات المتحدة"، واعداً بتعزيز الحضور العسكري الأميركي في افغانستان لمحاربة"طالبان"و"القاعدة". وفي استراليا، قررت الحكومة الأسترالية تقديم مستشارين عسكريين لتدريب قوات الأمن الباكستانية على محاربة متشددي"طالبان"و"القاعدة". ودعا وزير الدفاع الأسترالي جول فيتزجيبون الى بذل جهود دولية تشمل ايضاً زيادة المساعدات الاقتصادية والعسكرية لمحاربة مقاتلي"طالبان"الذين يتمركزون في المناطق القبلية، محذراً من أن باكستان يجب ألا تصبح أرضاً خصبة ل"القاعدة"والمتشددين الإسلاميين. امن الحدود على صعيد آخر، أعلنت أفغانستان أمس، ان الوقت حان لتنفيذ باكستان إجراءات من اجل تأمين الحدود، بعدما التزم رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني بهذا الأمر خلال لقائه الرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن الاثنين الماضي. وقال الناطق باسم الرئاسة الأفغانية همايون حميد زادة في مؤتمر صحافي عقده في كابول:"سررنا بإعلان الرئيس بوش الحاجة الى زيادة نشاط باكستان في المنطقة الحدودية لوقف التسلل عبر الحدود". وأوضح ان كابول أبلغت واشنطن والحلف الأطلسي ناتو ان الملاذات داخل الأراضي الباكستانية تشكل مصدر الإرهاب في أفغانستان، وقال:"للأسف سمعنا الكثير من الكلام من جانب باكستان، في مقابل عمل قليل، ونعتقد بأن وقت التنفيذ حان"ودافع جيلاني في لقاء مع شبكة"بي بي اس"في واشنطن عن المفاوضات التي تجريها حكومته مع مسلحي مناطق القبائل، وقال ان"المنتقدين أساءوا فهم طبيعتها، خصوصاً اننا لم نبرم اي اتفاق مع المتشددين". على صعيد آخر، طالب البرلمان الأفغاني بالإفراج عن الصحافي ناصر فياض الذي اعتقله جهاز الاستخبارات اول من امس بعد انتقاده وزيرين في برنامج"الحقيقة"الذي يعده ويعرض على قناة "أريانا تي في"الخاصة. وقال رئيس الجمعية الوطنية محمد يونس قعنوني امام النواب ان"احتجاز فياض غير قانوني"، قبل ان يصوت اعضاء البرلمان على استدعاء مدير الاستخبارات الأفغانية عامر الله صالح امام البرلمان لتوضيح الموضوع. ودعت منظمة"مراسلون بلا حدود"التي تدافع عن حقوق الإنسان الى الإفراج عن الصحافي، وقالت في بيان:"لا يجب ان يحقق الوزراء في الديموقراطيات العدالة بأنفسهم، بل المحاكم". وأورد بيان أصدرته الحكومة الأفغانية ان"الصحافي اهان وزراء، وقررت ملاحقته قضائياً". وأوضحت ان"فياض طلب في الماضي أموالاً من بعض الوزراء ومن وزير المياه والطاقة توفير الكهرباء لمسكنه على مدار 24 ساعة. وحين رفض طلبه وجه اتهامات لا صحة لها للوزراء".