تصاعد التوتر مجدداً بين إسلام آباد وواشنطن إثر غارة جوية أميركية جديدة على منطقة القبائل الباكستانية ليل الثلثاء - الاربعاء، سفرت عن مقتل متشددين معظمهم من العرب. جاءت الغارة عشية لقاء الرئيس الأميركي جورج بوش الجنرال ديفيد ماكيرنن قائد قوات حلف شمال أل أطلسي في أفغانستان، لمناقشة استراتيجية الحرب على الإرهاب، خصوصاً في المناطق الحدودية الباكستانية - الأفغانية. في الوقت ذاته، بدا ان المتشددين في باكستان تلقوا ضربة قوية، بعد معلومات عن مرض خطر ألمّ بزعيم"طالبان - باكستان"بيعة الله محسود، وربما يكون أدّى الى وفاته او دخوله في غيبوبة. وقال ضابط بارز في أجهزة الاستخبارات الباكستانية ان محسود"يعاني من مرض السكري وهو في حال خطرة". وأعلن ضباط في أجهزة الأمن الباكستانية ان صاروخاً أطلق على ما يبدو من طائرة أميركية من دون طيار، أدّى الى مقتل ثمانية مقاتلين متشددين على الأقل في المنطقة القبلية شمال غربي باكستان. وقال مسؤول بارز في قوات الأمن ان القتلى"أجانب وبخاصة عرب". ويأتي هذا الهجوم الجديد في ذروة أزمة بين واشنطن واسلام اباد حليفتها الأساسية في"الحرب على الإرهاب"، بسبب تكرار حوادث إطلاق صواريخ بواسطة طائرات بلا طيار يملكها الجيش الأميركي وحده في إطار القوة الدولية التي تحارب في أفغانستان. وأفاد ضابط آخر في أجهزة الأمن الباكستانية ان رجالًا من قرية كوسالي توريكل في منطقة جنوب وزيرستان القبلية التي تعتبر معقلًا ل"طالبان باكستان"و"القاعدة"، بادروا الى إطلاق النار على ثلاث طائرات بلا طيار. وأضاف هذا الضابط ان"بعد إطلاق النار على الطائرات سقط صاروخ على احد منازل القرية فقتل 8 أشخاص وأصيب تسعة بجروح". ووصف رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الهجمات الأميركية داخل الأراضي الباكستانية بأنها"إرهاب". ونقلت شبكة"جيو تي في"التلفزيونية الباكستانية عن جيلاني الذي كان يتحدث إلى الصحافيين في مقر رئاسة الحكومة الباكستانية، قوله إن حكومته تريد وضع كل الشركاء في قوات التحالف في صورة المسائل الوطنية. وأضاف أن الحرب على الإرهاب هي حرب باكستان الخاصة. وتابع ان"توفير الأمن للديبلوماسيين الأجانب والسفراء هو مسؤولية الحكومة"، مشيراً إلى أن حكومته قررت توفير حماية أمنية للديبلوماسيين الأجانب. مشرف باق في باكستان على صعيد آخر، قال الرئيس الباكستاني السابق الجنرال برويز مشرف إنه لن يغادر البلاد. وبثت شبكة"جيو تي في"التلفزيونية الباكستانية أن مشرف أدلى بملاحظاته القديمة - الجديدة أثناء مشاركته في صلاة عيد الفطر المبارك في مقر قيادة الجيش الباكستاني. وقال مشرف إن العديد من المعاهد الأجنبية والتنظيمات غير الحكومية دعته لإلقاء محاضرات. وأضاف:"سأبدأً بتلبية هذه الدعوات بعد الانتهاء من بعض الإجراءات المتعلقة بالزيارات". وفي إدانة للتفجير الإرهابي الذي استهدف فندق"ماريوت" الأسبوع الماضي، قال مشرف إن العلميات العسكرية ضد المتشددين، يجب أن تستمر، مشيراً إلى أن عملية باجور بدأت بإعطاء بعض النتائج الإيجابية. تزامن ذلك مع تأكيد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري انه كان مستهدفاً في تفجير ال"ماريوت"، لكنه نجا بعد نقل إفطار كان مقرراً في الفندق الى مكان آخر.