قتل 10 جنود باكستانيين على الأقل وجرح 25 آخرين في مكمن نصبته عناصر يرجّح أنها من حركة "طالبان" في زارغاري، شمال غربي البلاد. وصرح الضابط في الشرطة شاكر الله جان بأن الجنود كانوا في قافلة مؤللة تتجه الى موقع عسكري خارج قطاع هانغو، قرب الحدود الأفغانية، عندما تعرضوا لهجوم بالقنابل والرشاشات. وأعلن ناطق باسم الجيش الباكستاني أن إسلام آباد قدمت احتجاجاً شديد اللهجة لواشنطن بسبب قصف مدفعي من أفغانستان أسفر عن جرح ستة جنود باكستانيين، مشيراً الى ردّ فوري للقوات الباكستانية. كما وردت أنباء عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في أفغانستان. في المقابل، سعى وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي الى طمأنة واشنطن بأن بلاده تفعل ما في وسعها لقتال المتشددين على الحدود مع أفغانستان، ولن تقبل بتدخل أميركي هناك. وسقطت ست قذائف هاون أطلقت عبر الحدود الباكستانية - الأفغانية قرب موقع باكستاني الخميس الماضي في إقليم وزيرستان القبلي الجنوبي، وهو ملاذ معروف لمقاتلي"القاعدة"و"طالبان". ولم يكشف الناطق العسكري عما اذا كانت قوات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة أو القوات الأفغانية هي التي أطلقت قذائف الهاون، لكنه أضاف أن"احتجاجاً شديد اللهجة"أيضاً قدم لقيادة قوات التحالف في كابول. وكشف مسؤول في الاستخبارات ان القصف المدفعي بدأ من أفغانستان بعدما هاجمت"طالبان"قاعدة للقوات الأجنبية انطلاقاً من الجانب الأفغاني من الحدود. وقال أن مدنيين جرحا أيضاً. وكانت باكستان عبّرت عن غضبها في الشهر الماضي عندما قتل 11 من جنود حرس الحدود في هجوم جوي أميركي في إطار محاربة مقاتلي"طالبان"و"القاعدة". وبعد أيام هدد الرئيس الأفغاني حميد كارزاي الذي يشعر بإحباط متزايد بسبب الهجمات التي تشنها"طالبان"في أفغانستان انطلاقاً من باكستان، بإرسال قوات الى الدولة المجاورة لمحاربة المسلحين. وفي أول زيارة لواشنطن كوزير للخارجية الباكستانية، أعلن قريشي انه أبلغ نظيرته الأميركية كوندوليزا رايس ان من مصلحة البلدين أن تكون علاقتهما"أكثر استقراراً"، وألا تقوم فقط على التعاون الأمني. وعارض إعلان "البنتاغون"الشهر الماضي أن مواقع المسلحين في باكستان تشكّل أكبر تهديد للأمن الأفغاني، مطالباً حكومة كابول ب"اتخاذ خطوات أيضاً". ورداً عما اذا كانت باكستان ستقبل بوجود قوات أميركية في المنطقة الحدودية، قال قريشي:"نؤمن في سياستنا بأن العمل العسكري في باكستان من صلاحيات قواتنا ولا يمكن ان نسمح لأي قوات أجنبية أن تتولى هذه المهمات". وأوضح أن المسؤولين الأميركيين"يعرفون الوضع المحلي ويفهمون مزاج الناس ومشاعرهم جيداً". وفي كلمة ألقاها أمام معهد بروكينغز، قال قريشي ان حكومته تسعى الى علاقة موسعة وأكثر توازناً مع الولاياتالمتحدة. وزاد:"نريد نهجاً أكثر استقراراً بعدما ركزنا أكثر من اللازم على التعاون العسكري - العسكري". وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية شون مكورماك ان الاجتماع بين رايس وقريشي تطرّق الى محاربة الإرهاب وقضايا عبور الحدود مع أفغانستان إضافة الى المساعدة التي يمكن أن تقدمها الولاياتالمتحدة لتخفيف الأزمة الناجمة عن ارتفاع أسعار الغذاء.