استعادت طرابلس امس، هدوءاً نسبياً غداة تفجر الاشتباكات ليل اول من امس، بين مسلحي باب التبانة وجبل محسن بعد تدخل القوى الامنية من جيش وقوى الأمن الداخلي المنتشرين في المنطقة. وتكثفت امس، الاتصالات لتثبيت الاستقرار الأمني، وبرز اجتماع امني عقد في قصر بعبدا وجولة قام بها وفد من فاعليات طرابلس على كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تشكيل الحكومة فؤاد السنيورة. وعقد في اليرزة اجتماع بين قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن شوقي المصري، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي، وتناول البحث التدابير المشتركة لتثبيت الامن في مدينة طرابلس. ورأس سليمان اجتماعاً أمنياً حضره المصري وريفي ومدير المخابرات في الجيش العميد جورج خوري، والمستشار العسكري لرئيس الجمهورية العميد عبد المطلب حناوي. واستمع سليمان بحسب بيان عن المكتب الإعلامي للقصر الجمهوري، الى"عرض مفصل للوضع الأمني في طرابلس، والتدابير المتخذة، وأعطى توجيهاته بضرورة تعزيز هذه الإجراءات والتشدد في تطبيقها بحزم تجاوباً مع رغبة فاعليات المدينة والمواطنين الذين عبّروا عن ثقتهم بالقوى الأمنية ودعمهم الكامل لها". وعبّر سليمان عن تقديره"للجهود التي يقوم بها العسكريون على رغم الظروف الصعبة وضعف الإمكانات". الجيش: لا تهاون مع مفتعلي الفتنة وأكدت قيادة الجيش بقاءها على"مسافة واحدة من الجميع، من دون التخلي عن مهماتها أو اتخاذها موقف الحياد"، مشددة على أن"لا حياد أمام مصلحة الوطن ولا تهاون مع مفتعلي الفتنة". ودعت القيادة في نشرة توجيهية إلى العسكريين إلى"وعي دقة هذه المرحلة، وعدم إعارة آذان صاغية لما يتداوله بعض وسائل الإعلام والسياسيين والمحللين، من أخبار وآراء وانتقادات ومواقف فئوية لا تخدم الاستقرار العام ولا صيغة العيش المشترك بين اللبنانيين، لأن ذلك يهدف إلى زج المؤسسة العسكرية في التجاذبات السياسية"، مذكرة بأنها لطالما ناشدت المعنيين"ضرورة التحلي بالمسؤولية الوطنية في ممارسة العمل الإعلامي والسياسي"، وحذرتهم من"أنّ ما يقومون به يتعلق بوطنهم وليس بوطن الآخرين، ومن أن النار لو اشتعلت لشملت الجميع وهي لا تزال تأمل باستجابتهم وتعاونهم". وركز اللقاء بين سليمان والوفد الطرابلسي على أهمية تعزيز الأمن والاستقرار في عاصمة الشمال تجاوباً مع رغبة جامعة لابناء المدينة. واكد سليمان"ان القوى الأمنية تعمل على فرض الأمن وان التوجيهات اعطيت الى القيادات الامنية للتشدد في هذه الاجراءات"، مقدراً دور القيادات الروحية والسياسية في المساعدة على ترجمة ارادة الطرابلسيين الجامعة. ونفى مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار ان يكون"الاقتتال في طرابلس بين السنة والعلويين". ولفت الى ان الوفد تمنى على سليمان"ان يعطي أوامره مجدداً حتى يقوم الجيش بدوره كاملاً". وكان سليمان بحث الشأن الطرابلسي مع النائب مصباح الأحدب الذي دعا بعد اللقاء الى"ان تكون هناك مرونة اكبر في عمل قيادة القوات الأمنية المولجة حماية الامن في طرابلس، ومواجهة التهديدات التي يطلقها البعض، والتي قد تدفع الى الذهاب نحو التسلح، وهو أمر لا نريده". وانتقل الوفد الطرابلسي الى السراي الكبيرة والتقى السنيورة وقال المفتي الشعار ان الوفد تمنى"أن يكمل الجيش الذي دخل طرابلس دوره ويملك الأمر بيد حاسمة. كما ناشدناه ان يولي منطقة التبانة وجبل محسن، حيث اخواننا العلويون الذين هم أخوان لنا في بلد واحد، اهتماماً كبيراً سواء لجهة التعويضات لسائر الأضرار التي حدثت أم لجهة إيجاد بعض المشاريع التنموية لهاتين المنطقتين المنكوبتين منذ عام 1975". وعن نتائج التحقيق في انفجار باب التبانة السبت الماضي، كشف عن ان"القوى الأمنية تقوم بإجراءات وخطوات قوية وسريعة، وكأنها توصلت الى شيء ما يعرف في وقته". وكان السنيورة التقى النائب مصطفى علي حسين الذي طالب ب"تكثيف حضور القوى الأمنية لوقف الخلل في طرابلس، لأن ما يحدث هناك هو أعمال شغب من فريق ثالث". وأوضح"ان القوى الأمنية تعرف من هو الفريق الثالث، وتراقب كل شيء، ولكن يبدو ان ليس هناك قرار سياسي لديها". اجتماع في عكار لازالة التشنج وعقد لقاء موسع في مدرسة"النور الاسلامية"في بلدة البيرة - عكار، شارك فيه فعاليات وأهالي منطقة الدريب الأوسط، استكمالاً للاتصالات المتواصلة بهدف إزالة التشنج وعدم الانجرار وراء الاشاعات. وأصدر المجتمعون بياناً لفتوا فيه الى"أن غالبية أبناء المنطقة من العسكريين المتمسكين بالدولة ومؤسساتها"، وشددوا على"عدم الانجرار إلى الفتن واثارة النعرات الطائفية وتصديق الأكاذيب والاشاعات التي من شأنها أن تشعل حرباً تجر الويلات على أهلنا". "الاخوان المسلمون" وفي لندن، حذّرت"جماعة الأخوان المسلمين"السورية المحظورة من انتقال الأحداث"الطائفية"في لبنان إلى سورية، ودعت أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني راعي اتفاق الدوحة إلى"حماية سنّة لبنان". وقال زهير سالم الناطق الرسمي باسم الجماعة لوكالة"يونايتد برس إنترناشونال"إن"ما يجري في لبنان الآن من أحداث طائفية هو شرارة يتعين على العقلاء أن يدركوا أنها يمكن أن تمتد إلى دول الجوار مع أننا لا نحب أن نتحدث عن سياسات انتقام وعن حرب أهلية في سورية ونتمنى وبكل قوانا أن نستطيع أن نحول دون ذلك، لكن مثل هذه النار عندما تشتعل لا يستطيع أحد إخمادها".