يشهد لبنان حالياً "غزوة" سياحية برزت بشائرها بعد إعلان اتفاق الدوحة واشتدت بعد انتخاب رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ووتيرتها مرشحة للاستمرار والتطور، في ظل"المناخ الإيجابي جداً"، بحسب وصف أصحاب القطاع السياحي. وتجسّدت هذه"الغزوة"بالطلب الكثيف على الحجوزات الذي تتلقاه المؤسسات السياحية، والذي يستهدف حزيران يونيو. ويجمع المعنيون بالقطاع على أن حركة الحجز إلى"ازدياد"وفق المؤشرات في الأيام والأسابيع المقبلة لبقية شهور الصيف. ويستدعي هذا الطلب زيادة في رحلات شركات الطيران. وكشفت أوساط في هذا القطاع ل"الحياة"أن الشركات العربية وضعت خططاً لزيادة عدد رحلاتها اليومية الى بيروت. وأعلن رئيس الدائرة التجارية في شركة طيران الشرق الأوسط ميدل إيست نزار خوري ل"الحياة"، استعداد الشركة لزيادة عدد رحلاتها، لافتاً الى أنها"ستضيف الى أسطولها طائرة جديدة من طراز"آرباص"ستتسلّمها الشهر المقبل، لتشغّل بذلك عشر طائرات، وقررت تقديم موعد بدء تشغيلها من الأول من تموز يوليو الى 21 حزيران لتلبية الطلب". ولفت الى أن الشركة"عوّضت نسبة ال 10 في المئة التي كانت تسجلها عادة في هذا الشهر، وخسرتها خلال الأحداث الأخيرة نتيجة تجميد الحجوزات في تلك الفترة، وحققت نسبة 10 في المئة إضافية في الحركة في خلال أسبوع". وأكد أن هذه الحجوزات"تمتد لكل موسم الصيف أي من حزيران حتى أيلول سبتمبر المقبل، وهي ستزداد". وأشار الى تلبية "الطلب الإضافي من المملكة العربية السعودية بزيادة عدد الرحلات الى جدة والرياض". وأوضح أن"معظم الحجوزات هي من الرعايا العرب واللبنانيين، مع العلم أن لبنانيين مغتربين وعاملين في الخارج كانوا حجزوا ولم يلغوا حجوزاتهم خلال الأحداث". وأعلن رئيس نقابة اصحاب وكالات السفر والسياحة جان عبود ل"الحياة"،"حجز كل مقاعد الدرجات السياحية بأسعارها الدنيا في الشهرين المقبلين"، متوقعاً"استمرار وتيرة الحجوزات". ورجّح"وصول نحو 600 الف زائر وسائح وربما يزيد 700 ألف حداً أقصى". وتوقع"وصول نسبة الحجوزات في الفنادق الى 60 او 70 في المئة بعدما كانت في حدود 30 في المئة كمعدل يومي". ولفت عبود الى"انتعاش حركة السياحة الصادرة"، مشيراً الى"ازدياد الطلب 60 في المئة". وأعلن أن وكالات"تنظم رحلات عارضة الى أنطاليا والعقبة وغيرها، وهناك طلب من العائلات وآخر من المتزوجين حديثاً لتمضية شهر العسل". وأكد رئيس اتحاد نقابات القطاع السياحي في لبنان بيار أشقر ل"الحياة"، أن"المناخ جيد، وحركة الحجز كثيفة للصيف بكامله وهي تحصل تدريجاً". وكشف أن"نسبة الإشغال تحسّنت أكثر من مئة في المئة مما كانت عليه في السابق"، متوقعاً أن"ترتفع في حزيران وحده الى 65 في المئة". وأوضح أن حركة الحجوزات في الفنادق"تتفاوت بين فندق وآخر بين 50 و60 في المئة". من جهتها، ذكرت وزارة السياحة أصحاب المؤسسات، في تعميم، بضرورة التقيد بالأسعار المصدقة من جانبها واظهارها بالعربية واللاتينية، وكذلك بالغاء بدل"الكوفير"منذ العام 1999.