تفاوتت المواقف من خطاب الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله في مناسبة عيد "المقاومة والتحرير"أول من أمس والذي تناول فيه مواضيع منها الاستراتيجية الدفاعية والسلاح والحرب. ورأى رئيس الحكومة اللبنانية السابق نجيب ميقاتي رداً على سؤال بعد استقباله سفير روسيا سيرغي بوكين أن حديث نصر الله عن الاستراتيجية الدفاعية"يحتاج إلى توضيح أكثر"، وقال:"فهمت من كلام سماحته أن هذه الاستراتيجية معني بها"حزب الله"وحده، وإذا كان الأمر كذلك فإنني أتساءل أين دور الدولة اللبنانية والمؤسسات الدستورية؟"، معرباً عن اعتقاده أن نصر الله"يعي ذلك وسيتعاون مع الدولة اللبنانية لإيجاد الاستراتيجية الدفاعية الملائمة للوضع في لبنان". ورأى ميقاتي أن خطاب نصر الله"تضمن الكثير من النقاط الإيجابية على صعيد الرغبة في التعاون والمشاركة وإدراك ميزة لبنان وخصوصيته، وكان كعادته، واضحاً في مقاربته للمسائل المطروحة". وشدد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون، في حديث إلى إذاعة"صوت لبنان"، على ضرورة"توضيح دور الدولة والجيش والقوى الأمنية من التنظيمات المسلحة، وقرار الحرب والسلم في البيان الوزاري"، لافتاً إلى أن"اتفاق الدوحة واضح في هذا المجال، كما القرار 1701 واتفاق الطائف والنقاط السبع"، وداعياً إلى"متابعة الحوار حول الإستراتيجية الدفاعية والنقاط الأخرى برعاية رئيس الجمهورية ومشاركة الجامعة العربية، كما جاء في خطاب القسم الذي تلاه الرئيس العتيد". واعتبر فرعون أن"الموقف من هذه القضايا الأساسية يحتاج إلى أكثر من التعليق السريع عليها، من السيد حسن نصر الله أو من غيره، بل يحتاج إلى تطوير من خلال المؤسسات الدستورية والديموقراطية البرلمانية، والوفاق الوطني حولها"، مؤكداً أن"حزب الله شارك في صوغ هذه القرارات والاتفاقات"، ومعتبراً أن"خطاب نصر الله هو محاولة لوضع العصي في دواليب الحوار حول هذه البنود قبل بداية النقاش حولها، مع وجود محاولة جديدة لوضع خطوط حمر". كما رأى أن"التفسير المسبق لدور الدولة من السلاح هو مناقض لمبدأ الحوار"، وأن"المصلحة الوطنية العليا تقضي بوجوب تطوير هذا الموقف وصولاً إلى بت مسألة الإستراتيجية الدفاعية، إضافة إلى مسألة البت النهائي بعدم توجيه السلاح إلى الداخل". وعلق النائب بطرس حرب على الخطاب، وقال:"لم يشعر اللبنانيون بأن الخطاب راعى الجو الجديد بتولي رئيس الجمهورية مهماته في اليوم الأول، ما يفرض تأمين الظروف المواتية لإنجاحه في ممارسة مهماته وصلاحياته، ولفتح صفحة جديدة"، مضيفاً أن"رئيس الجمهورية الجديد في خطابه كان في قمة الاعتدال وأظهر توجهاً لا يؤذي أحداً بل يساهم في بناء الدولة وإعادة الدولة اللبنانية وقرارها إلى المؤسسات، وللأسف لم يترك خطاب السيد حسن نصر الله هذا الشعور". ودعا حرب بعد استقباله سفير اليونان كالو غيروبولس القيادات السياسية إلى"توفير جو من الارتخاء السياسي لا سيما أنه تلت خطاب البارحة ردود فعل عاطفية عليه أوقعت إشكالاً نتج منه ضحايا". وقال:"لا يجوز أن يبدأ عهد رئيس الجمهورية الجديد ب?16 جريحاً"، داعياً"القيادات السياسية الى وجوب تذكر القانون الذي يحرم استعمال السلاح". وقال:"نفهم دواعي استخدام السلاح للتحرير وفي مواجهة العدو، وهو موضوع سيبحث على طاولة الحوار، لكن ما ليس مفهوماً هو استخدام هذا السلاح في الابتهاج وفي المناسبات الاجتماعية وكلما أطل زعيم لإلقاء خطاب". واعتبر عضو اللقاء الديموقراطي النائب انطوان اندراوس أن إطلالات نصر الله،"نذير شؤم"، مشيراً إلى أنه"مع كل إطلالة للسيد يدفع المواطن اللبناني الكلفة الأمنية والاقتصادية وتتحول شوارع بيروت إلى مرتع للرعاع". وسأل عن"الأهداف الكامنة وراء النبرة العالية للسيد بعد فرح الناس بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية والفورة الاقتصادية والسياحية وتنامي حجوزات الاخوة الخليجيين والمغتربين اللبنانيين لقضاء الصيف في لبنان"، وقال اندراوس:"هل هذه النبرة العالية موجهة ضد خطاب القسم الذي جاء متوازناً ومنطقياً، الأمر الذي اغضب"حزب الله"، أم أنها استمرار لدور الحزب في رهن البلد لمشاريعه الانقلابية". وذكر اندراوس نصر?الله بأن سورية تخوض مفاوضات صلح مع اسرائيل وإيران تتواصل مع الولاياتالمتحدة وأوروبا في شأن المفاعل النووي وثمة تقدم كبير في هذا الإطار، بينما السيد لا يريد إلا القتال والمقاومة من لبنان إلى فلسطين والعراق، من دون إغفال القتال في شوارع بيروت". كما لفت عضو كتلة"القوات اللبنانية"انطوان زهرا، في حديث إلى محطة"أخبار المستقبل"إلى"التحريف الذي حصل في محضر جلسة القسم بحيث ورد في خطاب القسم"سنستفيد من إمكانات المقاومة في الاستراتيجية الدفاعية"، ويدون في المحضر"سنستفيد من استراتيجية المقاومة الدفاعية"، معتبراً أن"هذا مخالف تماماً ويذهب في غير منحى وفي غير اتجاه". وأكد أن"أحد أعضاء كتلة"القوات"سيتصل بالأمين العام لمجلس النواب ويطلب منه محضر الجلسة"، معتبراً أن"مثل هذه التمريرات لن ندعها تمر بعد اليوم". ورأى زهرا أن"دعوة حزب الله للعودة إلى التزامات وتفاهمات سابقة تعود إلى ما قبل الانسحاب الإسرائيلي، هي استباق لموضوع الحوار الوطني حول الاستراتيجية الدفاعية والسلاح، ووضع أسس خاصة بحزب الله تتجاوز كل الاتفاقات والإعلانات، وهذا أمر مرفوض". ولفت إلى أن خطاب نصر الله"وان كان مخفف اللهجة نسبياً، إلا انه يضع شروطاً ولا يتطلع إلى رأي الآخرين". كما أكد أن"ليست هناك مقاومة تحتل المدن داخل أوطانها"، معتبراً أن"حزب الله منذ اغتيال عماد مغنية إلى الورطة السياسية في اجتياح بيروت، وصولاً إلى الدوحة، يشعر بأن سورية تخلت عنه". وتابع:"على رغم كل الادعاءات التي نسمعها فإن حزب الله بات مكشوفاً إسلامياً في شكل لم يسبق له مثيل خصوصاً بعد احتلال بيروت". الحريري: لدولة تبسط سلطتها وكان رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري رد على سؤال لمحطة"المصرية"أول من أمس، عن أن"حزب الله"والقوى المعارضة استطاعت أن تحسم على الأرض ما ينبغي أن يكون محسوماً سياسياً، فأجاب:"فليفكروا بهذه الطريقة، وإذا كانت هذه القوى مسرورة بهذا الانتصار وبأنها حاولت الدخول إلى بيوت الناس وانتهاك حرماتها والتعدي على أملاكها، إذا كان هذا أمر يفرحهم فليفرحوا". وعن إمكان رسم خط فاصل بين مفهوم المقاومة والعمل السياسي ل?"حزب الله"، قال:"بعد ما حصل في بيروت والجبل وكل أنحاء لبنان، وضع هذا الموضوع على طاولة حوار يرأسها الرئيس ميشال سليمان. لم يكن هناك فصل بل على العكس من ذلك حصل انتقاد كبير لهذا السلاح من قبل شريحة كبيرة من اللبنانيين". وحول الحدود المثلى في نظره لسلاح المقاومة، رد الحريري:"هناك دولة يجب أن تبسط سلطتها على جميع الأراضي اللبنانية، وهذا يجب أن يحصل يوماً ما. من هنا إصرارنا على إطلاق الحوار في هذا الشأن برئاسة رئيس الجمهورية وبمشاركة عربية. إصرارنا هذا يأتي لأن الحوار لا يتم خلال أيام معدودة، بل يحتاج إلى وقت والى أجواء إيجابية". ونفى الحريري وجود حوار بينه وبين"حزب الله"على أي مستوى، وأبدى عدم استغرابه أن يتم هذا الحوار قريباً. وقال: "أبواب الحوار مفتوحة دائماً، وأنا اكثر من دعا إلى الحوار مع حزب الله وحركة أمل وكل اللبنانيين، ونحن لسنا ضد الحوار، نحن أهل الحوار. هذا المنزل هو بيت الحوار".