شركات أوروبية واميركية تتخذ اجراءاتلاحتواء تداعيات أزمة الائتمان

أعلنت شركات مالية في أوروبا الغربية وأميركا الشمالية أمس عن إجراءات جديدة لتدارك التداعيات المستمرة لأزمة الائتمان العالمية التي بدأت في الولايات المتحدة في الصيف مع تعثر قطاع الرهن العقاري العالي الأخطار. فقد ألغى"بنك إتش إس بي سي"، أكبر مصارف أوروبا، 3.2 بليون دولار من ديونه في الأشهر الثلاثة الأولى يتماشى حجمها مع ما توقعه المصرف، ويقل عن الديون التي أُلغيت في الربع الأخير من عام 2007.
ويأتي ترتيب المصرف بعد"سيتي بنك"و"يو بي إس"و"ميريل لينش"من حيث حجم الديون التي ألغاها. وأفاد المصرف أن فروعه الدولية ألغت مبلغ 2.6 بليون دولار إضافية وأن أرباحه في الولايات المتحدة انخفضت لكن وضعه في أسواق أخرى بقي قوياً. وبلغ مجموع الديون التي ألغاها المصرف خلال السنة الماضية 7.5 بليون دولار، لكن النمو في آسيا عوض الخسائر التي سببتها أزمة الائتمان في الولايات المتحدة.
وأعلن"بنك سوسييتيه جنرال"ان الأرباح الصافية للربع الأول انخفضت 23.4 في المئة على رغم أنها جاءت أعلى من توقعات السوق. وانخفض صافي الربح إلى 1.096 بليون يورو 1.69 بليون دولار نتيجة تراجع صافي أرباح قطاع الاستثمار المصرفي والمؤسسات 79 في المئة.
وتوقع 20 محللاً في استطلاع أجرته وكالة"رويترز"ان يبلغ صافي الأرباح 924 مليون يورو في المتوسط. وعززت الأرباح مكاسب بلغت 602 مليون يورو بفضل تأسيس شركة جديدة للوساطة باسم"نيو إدج"بالاشتراك مع"بنك كريدي أغريكول"الفرنسي.
وكان"سوسييتيه جنرال"أعلن في 24 كانون الثاني يناير الماضي عن خسائر بلغت 4.9 بليون يورو بسبب تعاملات غير مصرح بها قام بها وسيط في المصرف.
والبنك أول مصرف فرنسي كبير يعلن نتائج الربع الأول، وتصدر اليوم نتائج بنك"بي إن بي باريبا"، أكبر المصارف الفرنسية المدرجة في البورصة، ونتائج"كريدي أغريكول"غداً.
وأمس أعلن الأخير عن إصدار حقوق بقيمة 5.9 بليون يورو 9.1 بليون دولار لتعزيز رأس ماله بعد شطب جديد لأصول في مصرفه الاستثماري"كايلون"قيمتها 1.205 بليون يورو.
وفي أمستردام، أعلن"فورتيس"، وهو مصرف وشركة تأمين، ان عائداته في الربع الأول من عام 2008 تراجعت بنسبة 31 في المئة، على رغم زيادة استثماراته وذلك بسبب تراجع قيمة أصوله. وبلغت الأرباح الصافية 808 ملايين يورو 1.25 بليون دولار، مقارنة ب1.167 بليون يورو في الربع الأول من عام 2007، فيما تراجع الدخل الإجمالي بنسبة أربعة في المئة إلى 30.7 بليون دولار.
وعلى الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي، دعا موريس غرينبرغ، المدير التنفيذي السابق ل"أميركان إنترناشيونال غروب"إيه آي جي وأكبر مستثمر فرد فيها، إلى تأجيل الجمعية العمومية السنوية بعد تكبد أكبر شركة للتأمين في العالم خسائر فادحة في الربع الأول.
فالجمعة الماضي أعلنت الشركة أنها خسرت 7.81 بليون دولار 3.09 دولار لكل سهم، وكشفت عن خطة لاقتراض 12.5 بليون دولار في الأشهر المقبلة لتعزيز رأس مالها. وطالبها غرينبرغ بشرح لسبب قرارها الاقتراض بدلاً من شطب أصول غير أساسية.