كشفت بلدان حلف شمال الأطلسي، قبيل قمتها مع روسيا يوم الجمعة المقبل في بوخارست، الاقتراحات التي طرحتها عليها منذ أشهر لكنها لم تسفر عن نتيجة للخروج من مأزق معاهدة نزع سلاح القوات التقليدية في أوروبا. وجاء في"إعلان"صدر ليل الجمعة - السبت أن"الولاياتالمتحدة المدعومة من حلفائها في الحلف، طرحت في الخريف الماضي عرضاً يستجيب للهواجس التي عبّرت عنها روسيا في شأن معاهدة القوات التقليدية في أوروبا". وتوقفت موسكو في 12 كانون الأول ديسمبر الماضي عن تطبيق المعاهدة، وهي إحدى أبرز الدعائم الأمنية في أوروبا منذ نهاية الحرب الباردة، والتي حددت في 1990 عمليات التسلّح من المحيط الأطلسي الى جبال الأورال. وبررت موسكو"تعليقها"المعاهدة برفض بلدان الحلف التصديق على النسخة الجديدة من المعاهدة طالما لم تسحب روسيا قواتها من جورجيا وخصوصاً من منطقة ترانسدنيستريا في مولدافيا. ومنذ الخريف الماضي، لم يتمكن الجانبان الخروج من هذا المأزق. وتقضي هذه المقترحات، كما أوضح الإعلان الذي أصدره الحلف، بحمل أعضائه على توقيع معاهدة الأسلحة التقليدية في أوروبا المسماة"معدلة"، على أن تطبّق روسيا في المقابل مجموعة من التدابير بدءاً بالانسحاب من مولدافيا وجورجيا. اما بلدان الحلف التي لم تنضم الى المعاهدة في"أوروبا الأصلية في 1990"، ولاسيما منها بلدان البلطيق الثلاث التي لم تكن موجودة بصفتها دولاً مستقلة في تلك الفترة، لكنها كانت جمهوريات سوفياتية،"فتكرر علناً"استعدادها للتصديق على النسخة الجديدة من المعاهدة، لدى البدء بتطبيقها، فتلبي في ذلك واحداً من مطالب موسكو. وتعيد بلدان الحلف لدى البدء بتطبيق المعاهدة النظر في المعاهدة مع روسيا"على أن تنظر في إجراء التعديلات الممكنة على التجهيزات العسكرية". ويقضي أحد مطالب موسكو إعادة النظر في الحد الأقصى المفروض على قواتها وعلى المعدات التي تستطيع نشرها ونقلها، على حدودها الشمالية الجنوبية في مواجهة جنوب القوقاز والشرق الأوسط. في المقابل، حذّرت روسيا حلف الأطلسي من التوسع لضمّ أوكرانياوجورجيا. وقال وزير الخارجية سيرجي لافروف إن احتمال حصول الدولتين على عضوية الحلف ستكون له عواقب على أي خطط لتحسين علاقات موسكو مع الحلف العسكري الغربي. وحذر لافروف جورجيا من استخدام عضوية الحلف كأداة لاستعادة السيطرة على منطقتي أبخازيا وأوسيتيا اللتين تتمتعان بتأييد موسكو. وقال:"إذا كانت جورجيا تنوي الحصول على دعم حلف الأطلسي لحلّ هذين النزاعين بالقوة فهذه لعبة خطرة". إختراق على صعيد آخر، اعتبر رئيس جورجيا ميخائيل ساكاشفيلي أن بلده مؤهل لنيل صفة مرشح للعضوية في الحلف الأطلسي، وأكدّ أن"جورجيا نفذت التوصيات كلها في شأن نيل هذه الصفة على أحسن ما يرام"، مشيراً الى أنها حظيت بموافقة أعضاء الحلف وفي مقدمهم الولاياتالمتحدة. وأضاف:"أعتقد بأن جورجياوأوكرانيا جاهزتان أكثر من أي وقت مضى لتحقيق اختراق جيوسياسي عظيم في اتجاه أوروبا". وجاء كلام ساكاشفيلي في أعقاب عرضه على منطقة أبخازيا الانفصالية اتفاقاً لتقاسم السلطة، فيكون منصب نائب الرئيس من حصتها الى إقامة مناطق للتجارة الحرة وتمثيل برلماني وخدمة جمارك موحدة ودمج للأجهزة الأمنية. وقال سيرجي شامبا وزير خارجية أبخازيا ان العرض"غير مقبول"، كاشفاً أن استفتاء أجري أظهر ان عدداً كبيراً جداً من السكان يريدون الاستقلال عن جورجيا.