معاني الصور لا تكمن في نبض العدسة اللاقطة، بل في نبض العين التي تقف خلف الكاميرا. والأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود يستخدم عدساته للغوص في أعماق شخصيات لقطاته، من أجل ان يستوعب في لحظة واحدة قصيرة حياة مملوءة بالعبر والمعاني التي تتجاوز الآني الزائل. في مجموعته المكونة من ألبومين"شروق وغروب"، يترك الأمير فيصل للصور ان تحكي مسيرته في علاقة مع الناس والطبيعة. وهو أهدى عمله الأنيق هذا الصادر عن"مكتبة الملك عبدالعزيز العامة"الى زوجته وأولاده"سكناي وملاذي"". والاسم الذي اختاره يعكس رؤيته الى موضوع صوره:"الشروق"مخصص للقطات غير رسمية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، و"الغروب"لتلك اللحظة السحرية عندما تختفي الشمس في الأفق البعيد. يصف الأمير فيصل عمله التصويري في هذين الألبومين بأنه"ألوان لمعان ترجمتها صوراً في حياتي أعيش معها وبها. فالغروب كان البداية لجمال يمر ويتغير في لحظات أتطلع إليها من خلال العدسة التي أرى فيها الأمل في كل شيء ... والشروق إنسان أعطاني الشجاعة والقدرة وتمكنت بأسبابه من التمتع بهوايتي...". غالبية الصور تنم عن حرفية عالية من خلال القدرة على استخدام الزوايا والظلال المتناقضة، وعدد قليل جداً منها يتخلى عن التقنية لمصلحة اللمحات الإنسانية لموضوع اللقطة ذاتها، فنخترق الستار لنستشرف التعابير الإنسانية الكامنة خلف المظاهر الخارجية. نرى في بعض اللقطات الخاصة جداً الملك عبدالله على سجيته الإنسانية العائلية، أباً وراعياً ومسؤولاً من دون قيود الرسميات المتعارف عليها. وهو في علاقته مع الآخرين والبيئة يقدم ملامح من القائد الذي لم تنه أعباءُ القيادة بساطة علاقاته مع الذات ومع المحيطين به. أما لقطات الغروب، فهي لحظات وداع حزين أحياناً ودافع إلى التأمل أحياناً أخرى. لكننا نحس من لقطات الأمير فيصل أن غروب المساء هو بداية شروق الصباح في دورة حياتية لا تتغير إلا بقدر تغيّر مشاعرنا المرافقة لها. والصور في هذين الألبومين تريد أن توقف ذلك الزمن، وتخلّد تلك المشاعر. والشفافية الصادقة في لقطات الأمير فيصل هي جزء من عمل خيري واسع. إذ يعود ريع هذين المجلدين"الى دعم الجهود التطوعية لمساندة أطفال في حاجة إلى الوقوف معهم في مصابهم وتخفيف معاناتهم لتخطي ظروف صعبة من العلاج الطويل والمؤلم".