تحاول دبي إحياء تجارة اللؤلؤ في منطقة الخليج، التي اشتهرت بصيده والاتجار به عبر مئات السنين. وكان تراجع الاهتمام بهذه المهنة التي توارثها الخليجييون من آبائهم وأجدادهم، بفعل تغير اتجاهات سوق المجوهرات وظهور مزارع اللؤلؤ الصناعي في آسيا. وبعد ان قامت دبي في منتصف العام الماضي بإطلاق بورصة إقليمية لاحياء تجارة اللؤلؤ، تتجه حالياً إلى إطلاق مشروع"لآلىء دبي"الذي سيكون بمثابة مجمّع متكامل للمزرعة وأكاديمية تعليمية ومركزاً لبيع اللؤلؤ ومتحفاً يضم الأساطير والحكايات التي تتعلق باللؤلؤ وصيده في منطقة الخليج العربي والذي تشير دراسات حديثة إلى وجود مكامن كبيرة له فيها، تمتد من الكويت إلى رأس تنورة ودبي ومسقط. ويتولى"مركز دبي للمعادن والسلع"إدارة مشروع"لآلئ دبي"الذي سيقوم بعرض اللآلئ الجديدة التي سيتم إنتاجها في مزرعة قبالة ساحل دبي، كما سيعمل على تطوير وتدريب المواهب الإماراتية في مختلف مجالات تجارة اللؤلؤ. وأشارت مصادر في"المركز"إلى ان هذا المشروع يهدف إلى إحياء المكانة التاريخية للإمارات كمركز لتجارة اللؤلؤ، على غرار المشاريع الأخرى ل"مركز دبي للسلع المتعددة". وسيقوم مركز"لآلئ دبي"بتطوير مختلف مراحل دورة عمل هذه الصناعة ابتداءً من الإنتاج وانتهاء بالبيع بالتجزئة. وستوفر"بورصة اللؤلؤ"منصة لتداول اللؤلؤ في المنطقة. واوضح الرئيس التنفيذي للعمليات في"مركز دبي للسلع المتعددة"، أحمد بن سليّم ل"الحياة"أن"مركز لآلئ دبي"سيوفر برامج تدريبية مكثّفة للمواطنين الإماراتيين الراغبين في الانضمام إلى قطاع اللؤلؤ، ما يتيح الفرصة للعودة بهذه الصناعة إلى جذورها في منطقة الخليج". وتأتي هذه الخطوة بعد ان نجحت"شركة الإمارات واليابان لزراعة اللؤلؤ وتجارته"في عام 2006 في إنتاج لؤلؤ في رأس الخيمة، للمرة الأولى على مستوى الشرق الأوسط. واحتضنت إمارة أبو ظبي منتصف العام الماضي مؤتمراً ضخماً ضم مشاركين من 30 دولة لبحث سبل ووسائل إعادة إحياء القطاع. وعمل الخليجيون في استخراج اللؤلؤ من البحر منذ القدم، وراجت تجارته ونمت مع مهارة الخليجيين في صناعة السفن. وكان اللؤلؤ يباع إلى ممول السفينة بنسبة تقل 20 في المئة عن سعره في السوق حين تصل سفن الغوص إلى الموانئ، أو يباع إلى صغار التجار المعروفين بالطواويش في مغاصات اللؤلؤ، أو على اليابسة لدى رجوع السفن. وكانت الهند أهم سوق للُّؤلؤ الخليجي على مر العصور، ولم تتغير أو تقل مكانتها إلى أن خبت هذه التجارة وتوقفت عمليات الغوص في بداية الخمسينات من القرن العشرين. وتشير دراسات تاريخية إلى ان الغواصين كانوا يخرجون من كل إمارات الدولة السبع ويتجمعون في سفن الغوص التي تحملهم إلى مغاصات اللؤلؤ. ورغم وجود مجموعة كبيرة من الطواويش في دبي والشارقة وأبو ظبي، إلا أن سوق اللؤلؤ المعروف والمشهور في ذلك الوقت كان في جزيرة"دلما"، التابعة لأبو ظبي.