حين أطلقت قناة"نكلوديون العربية"بثها قبل فترة قليلة، مقدمة نفسها ك"اول قناة مجانية ناطقة باللغة العربية في الشرق الأوسط، تخاطب الأطفال من عمر سنتين الى 14 سنة"، نادى أحدهم بمحاسبة قناة"الجزيرة للأطفال"، لكونها"أوهمتنا"طوال سنوات بأنها الأولى في هذا المضمار. هذا إذا اعتبرنا ان قناتي"ام بي سي3"و"سبايس تون"تحصدان المراتب الأولى من حيث نسبة المشاهدة اللتين تتوجهان الى الأطفال العرب، قناتان معرّبتان لكون غالبية برامجهما مدبلجة لا محلية. يومها اعتبر بعضهم ان هذا التوصيف لا يختلف كثيراً عن قاموس"أفعل التفضيل"الذي تحبه شاشاتنا كثيراً. إذ لا يمكن إحصاء كمّ البرامج التي تحصد لقب"البرنامج الأول"... أو كمّ البرامج التي تحظى بشرف"البرنامج الأفضل"... أو كمّ المذيعين الذين يطلق عليهم اسم"المذيع الرقم واحد"... وإذا كانت هذه التوصيفات تمرّ، طالما لا إحصاءات"إجماعية"في العالم العربي ولا من يحزنون، فإن إغفال قناة"نكلوديون العربية"لقناة"الجزيرة للأطفال"امر لا يمكن تمريره. فهذه الأخيرة - وهي لا علاقة لها بشبكة"الجزيرة"التي تتفرع منها قنوات عدة - قناة تربوية ترفيهية عربية للأطفال، موجودة منذ ثلاث سنوات بتوجيهات من الشيخة موزة زوجة أمير قطر التي وضعت في خدمتها، وللتذكير فقط، كل سبل النجاح، خصوصاً لجهة الموازنة الكبيرة التي خصصتها لها، ما مكّنها من استقطاب فريق عمل كبير وإنتاجات ضخمة. وهي، خلافاً لكل القنوات الموجهة الى الاطفال في العالم العربي، تعطي الأولوية للإنتاج المحلي على حساب الإنتاج العالمي الذي قد يكون أكثر جذباً واستقطاباً للصغار. وفي هذا السياق، نقرأ على موقعها الالكتروني ان مضمون القناة يعتمد على حوالى 40 في المئة من البرامج التي تنتج داخل استوديوات المحطة أو لدى شركات إنتاج عربية وعالمية متخصصة، إضافة الى 60 في المئة من البرامج التي يتم اختيارها من السوق العالمية. وإذا كانت"الجزيرة للأطفال"واضحة في هويتها الى هذه الدرجة، واضح في المقابل أن هوية قناة"نكلوديون العربية"تبدو ملتبسة حتى الآن على الأقل وبعيداً من أفعل التفضيل. فهي أقرب الى القنوات العربية المعتادة الموجهة الى الأطفال، من حيث تركيزها على مسلسلات عالمية شهيرة مثل"دورا المستكشفة"و"سبونجبوب سكوير بانتس". ومع هذا يطمح أصحابها الى"برامج منتجة محلياً، تشكل جزءاً رئيساً من الخريطة البرامجية للقناة بهدف تعزيز هويتها العربية". طموح مشروع بالطبع، لكنه لا يبرر على الاطلاق اعتبار هذه القناة في منشوراتها الدعائية انها الأولى، متغاضية عما هو موجود فعلاً. ترى، إذا كانت مشاريع ضخمة ومدروسة بحجم القنوات التلفزيونية تقدم على هذا النحو، هل يُلام نجوم الغناء والرقص إن هم أسبغوا على انفسهم ألقاباً"ريادية"، وأوصافاً تضعهم دائماً في المراكز الأولى، إن لم يكن في مراكز فريدة من نوعها لا يوجد ما هو قبلها أو بعدها؟ نشر في العدد: 16683 ت.م: 07-12-2008 ص: 26 ط: الرياض