دعا المشاركون في جلسات الحوار الثقافي العربي ? الكوري الذي عقد أخيراً في القاهرة إلى تنشيط التبادل الثقافي بين مصر وكوريا الجنوبية والبدء في إنجاز مجموعة من الخطوات تعزز هذا التبادل عبر ترجمة مجموعة من الأعمال الإبداعية التي تتيح علاقة أفضل بين الشعبين. وتمت الدعوة إلى إصدار قاموس عربي - كوري وكوري - عربي لمساعدة الراغبين في تعلم اللغتين. وعقدت هذه الجلسات برعاية المركز القومي المصري للترجمة والمركز الكوري للثقافة العربية والإسلامية. وأقيم على هامشها معرض لفنانين تشكيليين من مصر وكوريا الجنوبية. وعبر مدير المركز القومي المصري للترجمة المفكر جابر عصفور عن سعادته بهذا الحدث، وتطرق في الجلسة الافتتاحية إلى تأسيس أول مركز للثقافة الكورية العربية الإسلامية في كوريا العام الماضي، ومن ثم الاتفاق على ترجمة أربع روايات من الكورية إلى العربية. وكان عصفور قال خلال الجلسة الأولى من جلسات الحوار:"كنت أرغب في أن يكون الحوار عربياً ? كورياً، لكونه أشمل من تخصيص دولة بعينها"، وأوضح أن العالم بوتقة ثقافية واحدة، وهذا التنوع يفيد الإنسانية. وتحدث أيضاً عن دور الترجمة قديماً وحديثاً وكيف- تطورت، وعن الكتب التي أصدرها أخيراً المركز القومي مترجمة عن الكورية. وقال رئيس الجلسة نفسها المترجم السوري بدر الدين عرودكي:"إن حركة الترجمة لا ينبغي أن تكون قاصرة على الترجمة من العربية إلى لغات أوروبا ولكن عليها أن تتجه نحو اللغات الأخرى في الشرق مثل الفارسية واليابانية". وأوضح عرودكي أننا الآن نعيش حالاً متعددة القطبية تلعب دوراً مهماً، خصوصاً في الدول الصغيرة التي تجتهد في نمو ثقافتها بالاشتراك مع الثقافات الاخرى. وخلال مداخلة قصيرة قال المفكر محمود أمين العالم:"نحن لا نعيش في ظل حضارة واحدة ولكننا نعيش في ظل تعدد الثقافات". واختتمت جلسات الحوار أعمالها بمائدة مستديرة طرح خلالها الباحث يوسف عبدالفتاح سؤالاً وهو كيف يمكن بناء ثقافة وكيف يتم تبادلها، وأجاب بأن الكوريين طمست هويتهم تماماً أثناء الاحتلال الياباني، وأنهم استعادوا ثقافتهم من طريق الترجمة من العلوم الأخرى في مختلف المجالات مثل الهندسة المعمارية، والفن الحديث، وقاموس كوريا، ودليل الأطعمة الكورية، وتقاليد الفن الكوري، ونقلوا البحوث الأجنبية إ?لى مختلف اللغات، وربطوا الترجمة بالنواحي التطبيقية إذ أنشأوا بعض المدن العلمية. ثم أثار المترجم طلعت الشايب دور المحرر في الترجمة، وقال:"دوره لا يقتصر فقط على نقل النص كما هو، ولكن يجب أن يكون ناقلاً للثقافة نفسها، والفكر المطروح". وأضافت دعاء غريب المحررة في إدارة المراجعة في المركز القومي للترجمة"لتكون مترجماً جيداً يجب أن تكون مثقفاً وليس مجرد آلة". واقترحت فكرة إنشاء قاموس كوري - عربي. وأوضحت أن العمل على ترجمة الروايات الكورية الأربع كان يتطلب وجود مترجم مصري مع آخر كوري حتى تكتمل الحلقة الثقافية من دون خطأ. واتفق معها في الرأي المترجم السوري ثائر ديب، الذي تحدث في إيجاز شديد عن المترجمين الكوريين وبراعتهم في الترجمة من الإنكليزية إلى الكورية والعكس وكيف أفادتهم هذه التجارب بعد الاستعمار الياباني. وأخيراً تقدم باقتراح إصدار صحيفة شهرية عربية ? كورية، تضم أخباراً واقتراحات من الكوريين والعرب. أما لي دونغ ها مؤلف رواية"المدينة اللعبة"وهي أحد إصدارات المركز القومي للترجمة فتحدث عن ثقافة الفقر والرواية الكورية من خلال روايته، وأوضح أن موضوع الفقر هو موضوع رئيس للروايات الكورية، إذ أن الروائيين الكوريين يتعاملون معه خلال الفترات الثلاث التي مر بها التاريخ الكوري. فالفترة الأولى كانت فترة نظام الاستعمار الياباني قبل 1930 وبعده والفترة الثانية هي خمسينات القرن الماضي، والفترة الثالثة سبعينات القرن الماضي. ثم انتقل الى أسباب تأليفه روايته المكونة من ثلاث قصص، متوسطة متسلسلة هي:"المدينة اللعبة"،"روح تتضور جوعاً"،"ساعة اليهود". واسترسل في الحديث عن أسلوب الرواية وما تضمنته من التجارب الشخصية خصوصاً أنها تحتوي على عناصر السير الذاتية. نشر في العدد: 16674 ت.م: 28-11-2008 ص: 27 ط: الرياض