فتحت زيارة الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي لموسكو الباب أمام مرحلة جديدة في العلاقات الروسية - الليبية، وأكدت موسكووطرابلس عزمهما على دفع التعاون الاقتصادي إلى مستوى جديد. وأعرب الرئيس الروسي دميتري مدفيديف، في مستهل محادثاته أمس في الكرملين مع القذافي، عن اعتقاده بأن محادثات موسكو ستعطي دفعة جديدة قوية للعلاقات الروسية - الليبية. أما القذافي فقال إن روسيا وليبيا تربطهما مواقف مشتركة في سياسة النفط والغاز، وأضاف أنه يعتبر التعاون في مجال النفط والغاز مهماً للغاية وبخاصة في الظروف الراهنة. وأعلن القذافي خلال لقائه مع الرئيس الروسي أن ليبيا تعتزم تعزيز التعاون مع روسيا في ميدان النفط والغاز. وقال:"بما أن روسيا وليبيا من كبار منتجي النفط والغاز فقد أدخلنا في قوام وفدنا مدير الشركة الوطنية للغاز كي يبحث مع زملائه الروس مسائل التنسيق بين بلدينا في هذا الميدان". وأضاف:"إننا نعتبر تعاوننا في مضماري النفط والغاز مسألة ملحة وبخاصة في الوقت الحاضر. زد على ذلك أن لدينا عملياً مواقف مشتركة بخصوص السياسة التي ينبغي اتباعها في مجال النفط والغاز". وأشار القذافي إلى أن"علاقات روسيا وليبيا عريقة"، واعرب في الوقت نفسه عن أسفه بصدد اقتصار العلاقات بين البلدين في المرحلة السوفياتية على الأمور العسكرية والسياسية. وأكد أن"الشعب الليبي يعرف تمام المعرفة البلدان والشركات التي تعمل في الفروع المدنية للاقتصاد الليبي، والآن الباب مفتوح لتطوير وتوطيد التعاون في المجال المدني". وكانت شركة"غازبروم"الروسية والمؤسسة الوطنية الليبية بحثتا في مشاريع تعاون مشتركة في مجال الطاقة خلال لقاء في موسكو أمس جمع رئيس مجلس إدارة"غازبروم"ألكسي ميلير وأمين لجنة إدارة المؤسسة الوطنية الليبية للنفط شكري غانم. وكانت أوساط روسية أكدت أن التعاون العسكري سيشغل حيزاً مهماً خلال المناقشات خصوصا مع توارد معلومات عن صفقة كبرى يستعد البلدان لتوقيعها، تتضمن تزويد طرابلس بأنظمة دفاع جوي وتقنيات عسكرية بحرية ومقاتلات ودبابات، وتصل قيمتها بحسب جهات روسية إلى نحو بليوني دولار. وفي الوقت ذاته نفت مصادر ديبلوماسية روسية، أمس، صحة معلومات نشرتها وسائل إعلام روسية أول من أمس حول احتمال تمركز قاعدة عسكرية روسية في بنغازي، وأكدت أن زيارات السفن العسكرية الروسية إلى سواحل ليبيا لا تعد مقدمة لإنشاء قاعدة دائمة في هذا البلد. ونصب القذافي خيمة في حديقة الكرملين ليقيم فيها اثناء الزيارة، وهي الأولى للقذافي لروسيا منذ عام 1985. وهو اجتمع مساء مع فلاديمير بوتين رئيس وزراء روسيا القوي. وأوردت وكالة"فرانس برس"من واشنطن أن العقبة الأخيرة في طريق اقامة علاقات طبيعية بين الولاياتالمتحدة وليبيا رُفعت مع تسديد طرابلس كل التعويضات المطلوبة لضحايا المواجهات بين البلدين في الثمانينات. وكانت ليبيا دفعت 300 مليون دولار للصندوق المخصص للتعويضات للضحايا الاميركيين الذين سقطوا في اعتداءات عدة في الثمانينات. وقال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشرق الأوسط والمغرب العربي ديفيد ولش ان طرابلس دفعت الخميس 600 مليون دولار اخرى والجمعة ال600 مليون الأخيرة. ولش هو مهندس الاتفاق الذي ابرم في آب اغسطس الماضي قبل اللقاء التاريخي بين وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس والزعيم الليبي معمر القذافي.