ينشغل الجيش الاسرائيلي هذه الأيام في مشروعين ضخمين في النقب جنوب إسرائيل "على خلفية التوتر المتزايد بين إسرائيل وايران". يقضي المشروع الأول بنصب هوائيي رادار ضخمين، فيما يقضي الثاني بإقامة محطة أميركية للإنذار المبكر، والمشروع الاخير لا يلقى رضى من المؤسسة الامنية الاسرائيلية بسبب ما يقتضيه من وجود اميركي مباشر وانكشاف عسكري امام الاميركيين. وذكرت صحيفة"معاريف"الإسرائيلية أمس أنه في محاذاة مدينة ديمونة حيث المفاعل النووي الاسرائيلي، سيتم الشروع بعد أسبوعين في إنشاء الهوائيين على ارتفاع"خيالي"يبلغ 400 متر، ما يجعله"الأعلى في الشرق الأوسط". وزادت أنه سيتم تثبيت الهوائيين بكابلات إلى الأرض، مضيفة انه ليس مسموحاً توضيح الغرض من إقامة الهوائيين،"لكن يسمح الحديث عن أنهما سيخدمان الجيش الإسرائيلي، وإن إقامتهما ستستغرق ثلاثة اشهر". وبحسب الصحيفة، فإنه بسبب ارتفاع الهوائيين وتفادي احتمال أن يشوشا على نشاط سلاح الجو في النقب حيث تقع احدى أكبر القواعد العسكرية للتدريبات، ستتم إقامتهما بمحاذاة المفاعل في ديمونة حيث يحظر التحليق، حتى على الطيران الإسرائيلي. من جهة اخرى، يتواصل العمل في إنشاء محطة اميركية للإنذار المبكر في موقع عسكري في النقب الغربي، ولهذا الغرض حطت في قاعدة سلاح الجو الإسرائيلي في المنطقة نهاية الشهر الماضي أربع طائرات ضخمة من نوع"غالاكسي"تستطيع كل منها شحن 120 ألف كيلوغرام، وأحضرت معها قطع المحطة الضخمة. وكتبت"معاريف"أن الرادار وهو من نوع"ريتون"، سينصب قرب الموقع العسكري، لكن جنوداً أميركيين فقط سيقومون بنصبه، موضحة أن الجهاز يبث اشعة ضخمة، ما حدا بوزارة الدفاع الإسرائيلية الى تخصيص مساحة كيلومتر مربع حولها جدران عالية، على أن يتم نصب الجهاز في مركزها على أرضية من الاسمنت. وكشفت ان الموقع سيكون تحت سيطرة أميركية مطلقة، كما ستتم إقامة محطة لتشغيل الرادار قرب موقع الجهاز، وذلك على يد طاقم من 68 جندياً من الجيش الأميركي من القيادة الاوروبية. واضافت أنه سيتم دمج جهاز الإنذار بمنظومة الإنذار العالمية الشاملة التابعة للجيش الأميركي. وبحسب الصحيفة، فإن إقامة جهاز الإنذار المبكر يسد ثغرة كانت قائمة في منظومة الإنذار الأميركية، مضيفة أن إسرائيل ستستفيد من هذا الجهاز بتلقيها أي إنذار يتعلق بإطلاق صواريخ من ايران باتجاه إسرائيل مع لحظة إطلاقها، ما سيتيح لمنظومات الصواريخ المضادة للصواريخ من طراز"حيتس 2"السهم 2 متسعاً من الوقت للتصدي للصواريخ الايرانية بشكل أفضل، ولتشغيل صافرات الإنذار وإرسال الجمهور إلى الملاجئ في ساعات الطوارئ. ورغم ان الرادار الاميركي سيزيد من القدرة الدفاعية لاسرائيل، الا ان المؤسسة الامنية وصفته بأنه"قيد من ذهب". وفي هذا الصدد، شكا ضباط اسرائيليون لصحيفة"التايمز"من الثمن الذي على اسرائيل ان تدفعه، والذي يتمثل بانكشاف الجيش الاسرائيلي والاسرار العسكرية امام الاميركيين، في وقت لن تكون للاسرائيليين القدرة على الوصول مباشرة الى المعلومات التي يسجلها الرادار، هذا اضافة الى الموافقة على وجود عسكري اميركي مباشر وغير مسبوق في اسرائيل. وكانت تقارير صحافية إسرائيلية افادت الربيع الماضي أن الرئيس جورج بوش وعد إسرائيل، لمناسبة احتفالاتها ب 60 عاماً على قيامها، ب"رزمة عسكرية"تشمل تمكين الدولة العبرية من الارتباط بمنظومة الرادار الأميركية للصواريخ لتمكينها من التأهب جيداً في حال تعرضت لقصف ايراني.