تجنب الفلسطينيون في قطاع غزة أمس وقوع كارثة وطنية وسقوط قتلى في أعقاب أداء صلاة الجمعة التي حشدت لها السلطة الفلسطينية وحركة"فتح"من جهة، و"القوة التنفيذية"التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية المُقالة برئاسة اسماعيل هنية وحركة"حماس"من جهة اخرى. رغم ذلك، اصابت القوة التنفيذية برصاصها اكثر من 20 فلسطينياً، عدد منهم في حال الخطر، واعتدت على عدد من الصحافيين اثناء تأديتهم مهمات عملهم، كما اعتقلت ثلاثة من قيادة حركة"فتح"في القطاع، احدهم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية زكريا الاغا قبل ان تعود الى الافراج عنهم لاحقا. وتداعى ممثلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية الى عقد اجتماع طارئ لهم في مقر"الجبهة الشعبية"لبحث الاحداث التي وقعت امس وتداعياتها وسبل الرد عليها. ومنذ اول من امس اخذ بارومتر التوتر يرتفع بسرعة وصولاً الى موعد صلاة الجمعة وانتهاء المصلين من ادائها في مساجد القطاع، وليس في الساحات العامة التي منعت القوة التنفيذية المصلين من الوصول اليها من خلال محاصرتها في معظم المناطق واطلاق النار على بعض المصلين والاعتداء على بعضهم الآخر واعتقال العشرات كما حصل في مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع ومخيم الشابورة في مدينة رفح وقرب مسجد الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان الكتيبة غرب مدينة غزة. وحال انتشار المئات من عناصر القوة التنفيذية بمساندة من بعض وحدات"كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة"حماس"، وناشطين من الحركة بلباس مدني، دون وصول المصلين الى الساحة الكبيرة المجاورة لمسجد الشيخ زايد الذي شهد تركيزاً اعلامياً من كثير من وسائل الاعلام المحلية والعربية والعالمية. وعلى رغم تأكيدات الناطق باسم الحكومة طاهر النونو ل"الحياة"ان هناك تعليمات مشددة بعدم الاعتداء على الصحافيين والسماح لهم بتغطية الاحداث بحرية وتمكين المواطنين من أداء الصلاة بحرية، فإن عناصر من القوة اعتدوا بالضرب على عدد منهم واعتقلوا آخرين، فيما حاول بعض عناصر القوة حماية الصحافيين والمواطنين المُعتدى عليهم. اعتقال قياديين وسبق هذه الاعتداءات اعتقال الاغا الذي تولى قيادة حركة"فتح"في قطاع غزة في اعقاب سيطرة"حماس"على القطاع في 14 حزيران يونيو الماضي. والى جانب الاغا، اعتقلت القوة ايضاً مفوض الاعلام في قيادة"فتح"في القطاع ابراهيم ابو النجا، ومفوض اللجنة التنظيمية احمد نصر، والقيادي في"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين"خالد ابو شرخ، وعضو المكتب السياسي لحزب"الشعب"وليد العوض، ومستشار رئيس الوزراء في حكومة تسيير الاعمال برئاسة سلام فياض الكاتب عمر حلمي الغول. كما تم اعتقال سبع نساء من قيادات الحركة النسوية التابعة لفصائل منظمة التحرير. وعلى رغم الاعتداءات والمشادات الكلامية والاعتقالات، فضلت غالبية المصلين التوجه الى منازلها في شكل سلمي. وبعد قليل من انتهاء الصلاة، بدا معظم شوارع مدينة غزة الرئيسة، بما فيها شارع عمر المختار الرئيس وميدان فلسطين، شبه خال من المواطنين، خصوصاً ان الجمعة يوم عطلة اسبوعية. وكان للنداء الذي وجهه عباس قبل نحو ساعة من موعد أداء صلاة الجمعة أثر في عدم توجه كثير من المواطنين لاداء الصلاة في المساجد او الساحات العامة، وفي عدم حصول صدامات بين الطرفين، اذ دعا المصلين الى عدم الاحتكاك مع عناصر القوة التنفيذية. وعلى رغم ان النداء جاء متأخراً، الا ان بعض الناس استجاب له وفضل الانسحاب بهدوء من المساجد. وكانت"حماس"استبقت هذه الاحداث بتنظيم تظاهرات ضخمة في مناطق القطاع ليل الخميس - الجمعة رفضا لما وصفته الحركة"عودة الانفلات الأمني الى قطاع غزة"، في اشارة الى الاحداث التي تلت صلاة الجمعة الاسبوعين الماضيين. وفي استعراض لقوتها وجماهيريتها، دعت"حماس"عشرات الآلاف من انصارها للمشاركة في هذه التظاهرات التي كان اكبرها في مدينة غزة حيث ألقى القيادي في الحركة خليل الحية كلمة في المحتشدين اعتبر خلالها ان"ابناء فتح هم اخوتنا وبيننا وبينهم رحم"، معتبراً ان المسيرة تأتي"لتؤكد الثوابت ورفض كل محاولات تقسيم الوطن وترفع شعار لا لعودة الانفلات الأمني وتيار الخيانة". جثة شاب من"فتح" الى ذلك، عثر مواطنون على جثة الشاب طرزان دغمش ملقاة قرب وادي غزةجنوبغزة ليل الخمس - الجمعة. واظهر فحص طبي ان دغمش اصيب بعيار ناري واحد في الرأس، ما يعني انه اعدم من قبل مجهولين خطفوه من احد شوارع المدينة قبل وقت قصير على قتله. واتهمت"فتح"حركة"حماس"بقتل دغمش الناشط في الحركة.