أعلن وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس في دمشق أمس ان "الأخبار الجيدة هي ان السلطات السورية أبلغته دعم المبادرتين الإسبانية والفرنسية وجهود رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري... لإيجاد حوار والتوصل إلى إجماع وطني في لبنان". ووصف موراتينوس الذي اجتمع أمس مع الرئيس السوري بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم، موقف دمشق بأنه"بنّاء جداً"، فيما شدد المعلم في مؤتمر صحافي مشترك على ضرورة تحقيق التوافق اللبناني وعلى دعم دمشق جهود إسبانيا وفرنسا. وتناول الوزير الإسباني مع المسؤولين السوريين أوضاع المنطقة ومبادرة الرئيس جورج بوش حول السلام في المنطقة بالدعوة إلى مؤتمر لهذا الغرض، والتي اعتبر المعلم ان من"السابق لأوانه الإشادة بها"، لافتاً إلى ان معالمها"لم تتضح بعد". واعتبر الوزير الإسباني انه ينبغي الإعداد للمؤتمر في شكل جيد كي يكون ناجحاً. وفي بيروت اختلط الاحتفال بعيد الجيش الذي يصادف اليوم وسط إجماع لبناني على الإشادة بدور المؤسسة العسكرية وتضحياتها في ظل استمرار المواجهة بينها وبين مسلحي"فتح الإسلام"في مخيم نهر البارد، مع استمرار الاستنفار السياسي قبل 5 أيام من الانتخابات النيابية الفرعية في دائرتي المتن الشمالي وبيروت الثانية، فيما تواصلت أمس الجهود لإيجاد مخرج يوفر على المتن الشمالي المعركة بين الرئيس السابق أمين الجميل الذي يدعم ترشحه تحالف قوى 14 آذار ومرشح"التيار الوطني الحر"بزعامة العماد ميشال عون. وأُجريت اتصالات بين موفدين لعون والبطريرك الماروني نصر الله صفير، وسط أنباء عن ان التيار العوني يطرح مخرجاً هو انسحاب الجميل وكميل الخوري مرشح عون، وتأجيل الانتخابات والدعوة إلى اجتماع مسيحي عام، وفيما تكتمت أوساط عون على ما يجري تداوله، أصدر الجميل بياناً أكد فيه انه ما زال يؤيد جهود التوافق التي تقوم بها البطريركية، وأنه لم يتبلغ جديداً في هذا السياق. وتحدثت بعض المصادر عن ان موقف البطريركية سيظهر اليوم في البيان الشهري لمجلس المطارنة الموارنة. لكن العماد عون أعلن بعد ظهر أمس في مهرجان حاشد لماكينته الانتخابية استمراره في خوض المعركة الانتخابية ضد الجميل. وقال عون في شرحه لأسباب إصراره على خوض المعركة انه يرد بذلك على"محاولة ضرب آخر معاقل الممانعة للديكتاتورية الحديثة وآخر معاقل الحفاظ على صلاحيات رئاسة الجمهورية". وأضاف:"بين عاطفتنا نحو الشهيد الوزير والنائب بيار أمين الجميل الذي اغتيل في 21-11-2006 وبين صلاحيات رئيس الجمهورية، سنختار صلاحيات رئيس الجمهورية لأنها هي الدائمة وهي تمثل المسيحيين الأحياء. شهداؤنا نكرمهم ونخلّد ذكراهم ونحبهم لكن لا نعيش في نعوشهم ومدافنهم. نحن أبناء الحياة مهما كانت قيمة الشهيد عندنا تبقى القيمة للحياة أيضاً". وفيما رأى المراقبون في كلامه رداً على الدعوات إلى سحب مرشحه لمصلحة الجميل الأب لأن التقاليد تقضي بترك المقعد له مكان نجله الذي اغتيل قال عون"إن اللعب على العواطف في موضوع شائك كهذا لا يجوز. ولو كانت المعركة من دون رمزية ومن دون تجاوزات لما كنا خضناها إطلاقاً. أرادوها بهذه الرمزية فلتكن معركة ونحن لها. إنها معركة انتخابية وليست معركة عصي إشارة منه الى اشتباك أنصاره مع أنصار الجميل الأحد الماضي ولا معركة يلقنوننا فيها دروساً... وهناك قوى أمنية ولا نسمح لأي إنسان ان يقوم بما يريد... والذي تمتد يده إلينا سنكسرها...". وكان صفير تلقى رسالة من رئيس البرلمان نبيه بري أطلعه فيها على الأطروحات التي جرى تداولها أثناء زيارة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بيروت"بما يؤمن الخروج من الأزمة ضمن حكومة وحدة وطنية، مع طرح ضمانات لأي قضايا تثير الهواجس...". وكان كوشنير اكد في باريس اثناء لقائه مع لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية انه سيواصل جهوده لحل الأزمة اللبنانية، لكنه اشار الى ان"لا شيء مضموناً ولا ضمانة للنجاح..."، كما أشار الى"حجم التأثيرات الخارجية، وأتحدث هنا عن سورية وإيران، الكبيرة جداً". وكان الاحتفال بعيد الجيش اليوم طغى على مواقف كبار المسؤولين فقال رئيس الجمهورية اميل لحود ان الجيش سيبقى حامياً للنظام وأن استهدافه لن يقضي على دوره التوحيدي وقدرته على الحفاظ على السلم الأهلي. وإذ وجه لحود رسالة الى اللبنانيين للمناسبة أصدر بري بياناً أكد فيه ان الجيش حارس الأمل بقيامة الوطن. وأشار الى شهداء المؤسسة العسكرية على محاور مخيم نهر البارد"حيث يحاول الإرهاب ان يقتل لبنان بدم بارد". وأضاف:"انهم لن يصلوا الى مبتغاهم". وأكد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ان العيد يحل مع الذكرى الأولى لقرار مجلس الوزراء نشر الجيش في الجنوب والذكرى الأولى لمجزرة قانا الثانية. واعتبر ان"شهداء الجيش هم شهداء العزة في وجه أطماع العدو في الجنوب وفي وجه الإرهابيين في الشمال". وأضاف:"ستكون ساعة عزة حين يتوسع انتشاره لتحرير ما تبقى من أرضنا المحتلة في مزارع شبعا". اولمرت: صيف هادىء وفي القدسالمحتلة، توقع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت صيفا هادئا"اكثر مما يعتقد البعض"، وقال في حفل تخرج في كلية القادة التابعة للجيش"اني اعتقد بقوة ان الصيف والخريف المقبلين لن يكونان حارين كثيرا. لا مجال لايجاد مناخ ما قبل الحرب". وتابع"جيراننا يعرفون جيدا اننا نفضل الجلوس معهم للتحدث عن السلام بدلا من اثبات اننا اقوى منهم. في الشمال وفي الشرق لبنان وسورية هناك ملايين من الناس يريدون السلام والهدوء، تماما مثلما هو حالنا".