شيعت القاهرة ظهر أمس الشاعرة العراقية نازك الملائكة من مسجد الأميرة عين الحياة المعروف شعبياً باسم جامع الشيخ كشك في القاهرة، وتقدم المشيعين الكاتب فخري كريم ممثلاً رئيس الجمهورية العراقية، وكان في مقدم المشيعين مثقفون مصريون كثيرون من مثل رئيس المركز القومي للترجمة الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للثقافة جابر عصفور والأمين العام الحالي للمجلس نفسه علي أبو شادي والشاعر حلمي سالم وسواهم. وتوجه موكب الجنازة عقب الصلاة على الجثمان إلى مقبرة الأسرة في مدينة 6 أكتوبر جنوب غربي القاهرة حيث دفنت الملائكة إلى جوار زوجها الراحل الدكتور عبد الهادي محبوبة بناء على وصيتها. وقال الكاتب والباحث العراقي صادق الطائي لپ"الحياة"إن قنصل العراق في القاهرة نزار مرجان أبلغ أسرة الملائكة أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أبدى الاستعداد لنقل جثمان نازك الملائكة إلى العراق لتدفن في وطنها، إلا أن نجلها البراق عبد الهادي أكد له أن لا بد من تنفيذ وصية والدته. وكشف الطائي أن الملائكة نقلت مساء أول من أمس إلى مستشفى قريب من شقتها في ضاحية حدائق القبة شرق القاهرة بعد إصابتها بأزمة تنفسية، لكن المنية وافتها بعد نصف ساعة من نقلها إلى المستشفى، وجاء في التقرير الطبي أن الوفاة نجمت عن هبوط مفاجئ في الدورة الدموية. ونقلت فضائية"العراقية"الرسمية مراسم التشييع والدفن على الهواء مباشرة، وقررت العائلة إقامة مجلس للعزاء في قاعة"العلم والإيمان"في شارع مصر والسودان القريب من منزل الراحلة مساء غد السبت. وكانت الملائكة وزوجها غادرا العراق إلى الاردن في 1995 لأسباب صحية، مشيراً إلى أن ظروف الحصار حالت دون تلقيهما العلاج اللازم من أمراض ترتبط عادة بالتقدم في السن، ثم توجها إلى مصر في 1998 وفي العام 2000 غيب الموت عبد الهادي محبوبة عن عمر يناهز الخامسة والثمانين. وخلال تشييع الجنازة قال الدكتور جابر عصفور:"إن نازك الملائكة هي أول شاعرة تساهم في تأسيس القصيدة العربية الحديثة وتدافع عنها نظرياً وجمالياً. فقدنا شاعرة لا وجود لأمثالها الآن في العالم العربي ويصعب أن توجد شاعرة تعوض مكانتها في القريب المنظور. كانت نازك الملائكة من أصدق وأنبل الأصوات الشعرية منذ العصر الجاهلي وإلى الآن".