الدولة العبرية مستعدة لاستيعاب ألف لاجئ من دارفور. لفتة إنسانية من قبل العديد من الإسرائيليين الذين طالبوا وزيرة الخارجية تسيفي ليفني ليس ببذل جهود والانضمام الى المجتمع الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية للاجئي دارفور فقط، بل أن تعمل على استيعاب لاجئين من دارفور في الدولة العبرية. بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية تناقل قصة الطفلة السودانية ذات الأعوام الأربعة التي تركها والداها ونجيا بنفسيهما أثناء فرارهما إلى الدولة العبرية عبر الحدود المصرية شرق معبر رفح مطلع شهر أيار مايو الماضي، أثناء مطاردتهما من قبل حرس الحدود المصري. الطفلة حجزت من قبل الأمن المصري في مدينة العريش، وبعد سماع رواية الوالدين من قبل الجنود الإسرائيليين الذين استوعبوهما في أحد معسكرات الجيش، اتصل أحد الجنود الإسرائيليين بإحدى الجمعيات الإنسانية الإسرائيلية التي تهتم باللاجئين السودانيين من دارفور، التي بذلت جهوداً كبيرة من أجل إعادة الطفلة إلى والديها اللذين احتجزا في معسكر للجيش الإسرائيلي. الفارون من السودان إلى إسرائيل عبر الحدود المصرية يزداد عددهم يوماً بعد يوم بحجج كثيرة منها العمل ومنها الهرب من المذابح الجماعية التي يدعون ان الحكومة السودانية والمليشيات التابعة لها تنفذها، وحتى الآن لا تتوافر معلومات عن عدد الفارين أو اللاجئين السودانيين في إسرائيل. وتقول وسائل الإعلام الإسرائيلية ان عدداً منهم تم احتجازه في معسكرات تابعة للشرطة في بئر السبع وحوالى 70 سودانياً يعملون في مدينة إيلات في العمل الأسود، إضافة الى عدد آخر يعمل في مدن الجنوب. ويتزامن فرار اللاجئين من دارفور بين حلول ذكرى نكبة الفلسطينيين ونكسة العرب. حلول الذكرى التاسعة والخمسين لذكرى نكبة الفلسطينيين، الذين هجروا وشردوا قسراً من أرضهم، في أكبر عملية تطهير عرقي في تاريخ البشرية الحديث ليصبحوا لاجئين في جميع أنحاء الدنيا، يتزامن مع ذكرى نكسة الأنظمة العربية وهزيمة جيوشها، ومرور أربعين عاماً على احتلال إسرائيل قطاع غزة والضفة الغربية، ومدينة القدس أول عاصمة عربية تحتل، والجولان السوري. ذكرى النكبة التاسعة والخمسين تحل مع موجة جديدة من اللجوء للفلسطينيين في مخيم نهر البارد. وتتزامن الذكرى أيضاً مع استمرار الهجمة التوسعية والعدوانية التي تمارس في حق الفلسطينيين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتزداد شراستها يوماً بعد يوم، والفلسطينيون منشغلون بهمهم واقتتالهم الداخلي. المجتمع الدولي، ممثلاً بالشرعية الدولية، المستمر في تجويعهم، يطالبهم بوقف العدوان على دولة الاحتلال ويحملهم مسؤولية تجدد أعمال العنف. ويطالب دولة الاحتلال بتجنب إيقاع ضحايا في صفوف المدنيين، للمرة الثالثة خلال أشهر يصدر البيان الختامي لأعمال اللجنة الرباعية الدولية وعلى لسان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي نسي أنه يرأس منظمة دولية حيادية، وصدر عنها القرار 194 الذي يقر بحق العودة للاجئين الفلسطينيين الذي لا يزال يفرض الحصار المالي والاقتصادي عليهم. دولة الاحتلال والفصل العنصري المثقلة بالفساد السياسي والأخلاقي، لا تعترف بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين، وتعمل على الكذب على المجتمع الدولي باستيعاب لاجئين سودانيين من دارفور، وتريد الانضمام الى المجتمع الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية لهم واستيعاب عدد منهم كلاجئين لديها، في حين أن الفلسطينيين اللاجئين في بلادهم وجميع أنحاء العالم لا يستطيعون حتى زيارة ذويهم في الأراضي المحتلة وطردوا منها بالقوة. وبدلاً من قيام المجتمع الدولي والشرعية الدولية بالضغط على دولة الاحتلال للاعتراف بحقوق الفلسطينيين وتنفيذ القرارات الصادرة عنها والعمل على إعادتهم إلى أرضهم، تتم مطالبتهم بوقف العنف ضد المدنيين الإسرائيليين. مصطفى ابراهيم - غزة - بريد إلكتروني