احتفلت الطوائف المسيحية المتبعة التقويمين الغربي والشرقي في لبنان بأحد الشعانين أمس، فعمت القداديس والزياحات الكنائس والأديرة والصروح الدينية كافة. وشددت العظات على التآخي والمحبة ونبذ العنف والسلام مع الآخر. وفي بكركي، أكد البطريرك الماروني نصر الله صفير في عظة أحد الشعانين أن"السيد المسيح أراد أن يعلمنا في هذا العيد فضائل ثلاث، وهي التواضع والبساطة والبراءة والمحبة"، بعدها بارك أغصان الزيتون وأقيم زياح الشعانين في الباحة الخارجية للصرح. وترأس رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر صلاة أحد الشعانين في كاتدرائية مار جرجس المارونية في وسط بيروت. وقال:"حيث تحضر المحبة والتفاهم يختفي الحديد والنار. هذه هي دعوة المسيحية. ليس في لبنان فحسب، بل في الشرق كله وفي العالم أجمع. ونحن في صبيحة هذا العيد نذكر أولاً أورشليم حيث أم الكنائس وهي محكومة اليوم بالحديد والنار"، مضيفاً:"هكذا مدن كثيرة، نذكر منها بيروت العزيزة التي طال سوء التفاهم بين أبنائها. ونذكر بغداد العزيزة حيث القتلى الأبرياء يسقطون كل يوم. ونذكر الشرق والغرب اللذين يعيشان خصامًا من إيران إلى بريطانيا"، داعياً إلى"التفاهم على أساس من الحق لكل إنسان ولكل شعب، والحق يُبنى على أساس من الاخوة لا من التخاصم والتباعد". وترأس المطران يوسف كلاس الصلاة في كاتدرائية الروم الكاثوليك - طريق الشام، وقال:"نعيش هذه الأيام، مرحلة من اصعب المراحل التي مر فيها بلدنا الحبيب لبنان، لا بل انها مرحلة مفصلية تعيد طرح السؤال الكبير الذي طالما قض مضاجع اللبنانيين بشبابهم وشيبهم: أي لبنان نريد؟ فالانقسام في الرأي على اشده، والكل متمسك بموقعه بعناد، والتصاريح النارية من هذا الفريق وذاك تتلاحق في شكل لافت، وتنذر بشر مستطير. والمواطن محتار في أمره. اين الحقيقة؟ ومن أين يحصّل لقمة عيشه؟ في ظل الجمود الاقتصادي الناجم عن الانقسام السياسي، والحركات الاحتجاجية الشعبية، التي لم تؤد الا لمزيد من الفقر والضياع". وأضاف:"المسؤولون غارقون في نقاشات لا طائل فيها. لا بل ان البعض يتمسك بتفسيرات للدستور تعطل الحياة الديموقراطية والبرلمانية برمتها. فيما الدستور، وجد ليحل الإشكالات، ويعالج الظروف الطارئة، لا ليؤدي بنا الى الفراغ والشلل"، لافتاً الى أن"الأغرب من كل هذا ان الكل مدرك اننا ذاهبون بخطى سريعة إلى كارثة ما، والأخطر من ذلك ان البعض ينذرنا بحروب في مطلع الصيف. والكل يبدو عاجزاً عن القيام بأي مبادرة او مستنكفاً عن القيام على الأقل، بما يمليه عليه الواجب والضمير"، سائلاً:"هل أفلتت اللعبة من يد اللبنانيين؟ هل اصبح مصيرنا يقرر عنا ولنا، في محافل الدول الكبرى وفي القنصليات". وترأس متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة الاحتفال في كنيسة مار جاورجيوس في وسط بيروت. وقال ان"أي مسيحي يتكل على سلاحه وليس على ربه ليس بمسيحي". رافضاً الحديث عن الشؤون السياسية، ومكتفياً بالحديث عن الشؤون الروحية الخاصة بالمناسبة.