عمت الاحتفالات بعيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي مختلف المناطق اللبنانية أمس. واستهل البطريرك الماروني نصر الله صفير عظة العيد بالتوجه الى رئيس الجمهورية اميل لحود الذي حضر الى بكركي عند الثامنة صباحاً، وقدم التهاني إلى صفير بالفصح المجيد وبالذكرى العشرين لانتخابه بطريركاً. ورحب صفير بلحود، قائلاً:"لا حاجة بنا الى أن نعلمكم أن الشعب اللبناني يعاني من ضيق، فعسى أن تلهمكم السماء وجميع معاونيكم أجدى الطرق للتخفيف من ضيقته، وإعادة ثقته بوطنه وحكامه، ليعود إليه ما عرفه في سابق عهده من أمن وطمأنينة واستقرار وبحبوحة وسلام". وشدد صفير في عظته على ضرورة"أن نكون واحداً في ما بيننا. وكل خلاف، أو نزاع، أو صراع، يحدث في ما بيننا، يكون قد أخرجنا عن طبيعتنا وموقعنا"، مضيفاً:"ليكن هذا العيد مناسبة للعودة الى الله بالتوبة الصادقة، والعزم الثابت على العمل على مرضاته، أياً تكن المغريات وأسباب الابتعاد عنه، وهي كثيرة في أيامنا، ومناسبة للعودة الى الذات، فنلقي نوراً كشافاً في أعماق نفوسنا لنرى ما إذا كنا نسير بصدق وإخلاص مع ذواتنا، ومع معتقداتنا الدينية والوطنية، ومناسبة للعودة الى بعضنا بعضاً، فلا نبقى متباعدين، لكيلا نقول متناحرين، وقد أوجدنا الله في هذه الدنيا لنعمل متضافرين على إعمارها بما أعطانا من قوة إدراك وخلق، فنساعد بعضنا بعضاً على اجتياز المحنة". وأدى رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر صلاة العيد في كاتدرائية مار جرجس للموارنة في وسط بيروت. ولفت مطر الى انه"في معالجة الأمور المعقدة التي تتخبط فيها البلاد نبقى مخيرين أمام موقفين لا ثالث لهما. فإما أن يغلبنا اليأس من حالنا فنقعد عن المسير وفي هذا الموقف انقطاع عن رحمة الله، وإما أن يدفعنا الإيمان بالقيامة إلى اللجوء حتى إلى المستحيل لإنقاذ وضعنا وإعادة وطننا إلى سكة الحياة"، مؤكداً أن"بلادنا لا تقوم بتغليب فئة من أبنائها على فئة بل على وفاق الجميع مع الجميع وبالأخص حول المنطلقات الأساسية لوجودنا كدولة ووطن". ورأس متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك المطران يوسف كلاس الصلاة لمناسبة عيد الفصح في كاتدرائية الروم الكاثوليك - طريق الشام. واعتبر أن"آمال اللبنانيين ما زالت تخيب من التخبط المتواتر بالمسلمات أو المواقف عينها"، لافتاً الى أن"الانقسام بلغ اشده والاصطفافات المتقابلة وصلت الى الذروة واصبح الفرقاء يتناحرون ويتخاصمون على التفاصيل في حين أن الوطن يكاد ينساب من بين أصابعهم كحلم مفقود وأمنية ضائعة". أحد الشعانين الشرقي الى ذلك، احتفلت الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الشرقي بعيد الشعانين. ورأى متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة أن"يسوع دخل الى المدينة كملك، لكنه لم يدخل على فرس أو حصان بل على جحش، كي يظهر للناس أن ملك الناس يتصف بالتواضع والوداعة، لا بالبطش ولا بالقوة ولا بالسلطة". وترأس مطران صيدا وصور ومرجعيون للروم الأرثوذكس الياس كفوري صلاة العيد في كنيسة القديس جاورجيوس. وتمنى"النجاح للحوار وتغليب العام على الخاص وإعلاء شأن الوطن فوق كل المصالح الضيقة"، معتبراً ان"بداية الإصلاح تكون في وضع قانون انتخاب عادل يساوي بين المواطنين".