في الجرائم ذات البعد الإرهابي، والتي تستخدم فيها متفجرات متطورة التقنية، يدين الاختراق في عملية التحقيق للمحاكمة الجدلية، والوثائق، والآثار التي يخلفها الإرهابيون. والسبب في نجاح المحققين في تفجيرات مومباي، في 1993، وفريق الشرطة هو المناقشات التي تناولت ما خلفه الإرهابيون من متفجرات لم تنفجر ورشاش كلاشنيكوف، وأشياء أخرى تشبهها، أدت الى الكشف عن أسماء الفاعلين، وأرقام رحلات الطيران التي استقلها هؤلاء هاربين الى باكستان ودبي. ويعود نجاح شرطة لندن في التعرف على هوية المفجرين، يوم 7 / 7 / 2005، الى الشريط المصور الذي التقطته الكاميرات في محطات القطارات وظهر الذين استقلوا القطارات التي فجروها، في بعض صوره. والنجاح الأكبر أحرزه المحققون البريطانيون في 21 / 7 / 2005، حين عثروا على متفجرات لم تنفجر جراء قصور الصواعق. والمصاعب التي يواجهها محققو شرطة دلهي في تفجير 29 تشرين الأول اكتوبر 2005، في إحدى أسواق العاصمة، ويعانيها محققو مومباي في تفجيرات صيف 2006، مردها الى طريقة تشغيل المتفجرات. ومتفجرات قطارات مومباي دقيقة الصنع. واستغل الفاعلون الوقت العصيب الذي مر به ضحايا التفجير، ولاذوا بالفرار. فاضطرت الشرطة الى تقصي أقوال المشتبه فيهم، والقليل من الافتراض. وهذا لا يبلغ المستوى المرجو، ولا المعايير التي يفترضها المحققون الدوليون، ويقتضيها القبول الدولي بنتائج التحقيقات. والمتفجرات التي لم تنفجر قد تسلم الى المحققين طرف الخيط. فهم تركوا عليها بصمات. ويقود تركيبها الى معرفة المواد المتفجرة، وكيفية تصنيعها، ومكانه، والصواعق. والحقائب التي وضعت فيها المتفجرات قرينة أخرى. والعبوات إذا لم تنفجر، ضربة قاصمة للإرهابيين. وما يرشح من معلومات عن العبوات غير المنفجرة في قطار السلام قد تعني أن المفجرين ليسوا من ذوي خبرة في مجال الإرهاب. فهم إما مجندون جدد في منظمات قديمة وعريقة في الإرهاب أو هم مجندون جدد في منظمات جديدة. والأدلة التي تركوها وراءهم قد تسلم طرف الخيط الذي يقود الى من يقف وراءهم. عن بي رامان مدير الاستخبارات الهندية الأسبق، "ساوث إيجين أنالايزس غروب " ، 20 / 2 / 2007