شدد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني في خطبة عيد الفطر على ان"الفرصة لا تزال مُتاحة أمامنا، فرصة للنجاة والإنقاذ، ولم يعد من الجائز هدرها". وحذر من"أن هدرها سيدخل البلاد كلها في حال من الفوضى والهوان والانقسام والفتن، ولم يعد لبنان بقادر على أن يتحمَّل نتائج هذه الفوضى، ولم يعد اللبنانيون قادرين بدورهم على درء مخاطرها، أو على احتمال عواقبها، وهُم لا يريدون ولا يرغبون أن يزج بهم في أَتون معارك ومُغامرات لا تخدم قضية وطنية ولا قضيةَ اللبنانيين". وكان الشيخ قباني ألقى خطبة العيد في المسجد العمري في قلب بيروت, حيث أم المصلين في حضور رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، ووزراء: الداخلية حسن السبع، والتربية خالد قباني، والشباب والرياضة احمد فتفت، ورئيس المحاكم الشرعية السنية العليا الشيخ عبد اللطيف دريان، ومفتي صور الجعفري السيد علي الأمين، وسفراء عدد من الدول العربية والاسلامية وشخصيات سياسية واقتصادية واجتماعية. وشدد في خطبته على"اننا نريد رئيس جمهورية ينهض بالبلاد، نريد من خلال هذه الانتخابات إحياء المؤسسات الدستورية، والعودة إلى الدولة، يريد اللبنانيون العودة إلى الدولة التي تحمي وحدها أمنهم وسلامهم، وتسهر على مصالحهم، وتصون حقوقهم وكرامتهم، وتهيئ لأبنائهم المستقبل الذي يستحقون. يريد اللبنانيون أن ينقل الحكم من الشارع إلى المؤسسات، يريد اللبنانيون حكم القانون لا حكم الواقع، يريد اللبنانيون أن يخرجوا من الشارع إلى الدولة، يريد اللبنانيون أن يكونوا أقوياء بالدولة، ولا يريدون الاستقواء على الدولة، يريد اللبنانيون أن يكونوا قوَّة للدولة لا قوَّة على الدولة، ومهما علت أصواتنا فليس من الجائز أن تعلو على صوت الدولة، وأيَّاً كانت خلافاتنا وآراؤنا فحدودها وسقفها هو الوحدة الوطنية، والتضامن الوطني والاجتماعي، والوفاق الوطني الذي يشكل ضمانة وجودنا، وضمانة حريتنا، وضمانة سيادة لبنان واستقلاله". وحدد مواصفات الرئيس العتيد بالقول:"نريد رئيس جمهورية يعطي للرئاسة مكانتها ودورها، نريد رئيساً للبنان لكلّ اللبنانيين، وأن يُمارس دوره الدستوري في السهر على وحدة لبنان ولامته واستقلاله وسيادته، وأن يلعب دوره في الحياة السياسية وفي ممارسة السلطة كشريك وحكم، لا كفريق وخصم، لكي يبقى الضامن لوحدة الوطن، واستمرارية المؤسسات الدستورية وعملها، ولكي يلعب دور المرجعيَّة الدستورية والوطنيَّة التي تؤمِّن استمرار عمل المؤسسات، والحفاظ على مصالح الدولة، والقيام بدور الجامع والحكم، في إطار الفهم الحقيقي لهذا الدور، ولنصوص الدستور وروحه". وشكر المفتي قباني"حكومة الرئيس السنيورة على صمودها وصبرها، وعلى الإنجازات التي قامت بها خلال هذه الفترة العصيبة التي مرَّ بها لبنان، ولعلَّ من أهم هذه الإنجازات إنجاز المحكمة الدولية، لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، والقرار رقم 1701 الذي وضع حدّاً للعُدوان الإسرائيلي، ولا سيَّما ما يتعلَّق منهُ بالتأكيد على تحرير مزارع شبعا من الاحتلال الإسرائيلي، ووضعها على جدول أعمال مجلس الأمن، وتأكيد لبنانيَّتها، وانتصار لبنان على ظاهرة التطرف والعنف في معركة نهر البارد، بفضل بطولات الجيش اللبناني، وبدعم من الحكومة اللبنانية، والتفاف الشعب اللبناني بأسره من حول جيشه الوطني، وكذلك سهرها على تأمين مصالح الناس، واستمرارية الدولة". زيارة ضريح الحريري وبعد خطبة العيد توجه المفتي قباني وممثل رئيس الحكومة الوزير السبع الى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري حيث قرآ الفاتحة عن روحه وأرواح رفاقه الشهداء. وألقى العلامة السيد محمد حسين فضل الله خطبتي الجمعة، من مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك هاجم فيها نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني ووصفه بپ"الحاقد على الإسلام والمسلمين الذي يقود المحافظين الجدد لمواجهة إيران واعتبارها عدواً خطراً لا بد من مقاطعته ومحاربته". وأضاف:"أما لبنان، الذي تستعيد بعض القوى فيه قرارات مجلس الأمن التي تمثّل التدخل في شؤونه الداخلية كالقرار 1559فإن المطلوب منه أميركياً وإسرائيلياً، إضافةً إلى بعض المواقع الداخلية، هو الضغط على المقاومة التي لم تأخذ بأسباب القوة إلا للدفاع عن الوطن ضد عدوان إسرائيل، كما حدث في المراحل السابقة في سنة 2000 وفي سنة 2006، وهذا غير مسموح به لدى أكثر من فريق ممن كانوا يصفقون ويهتفون لها ثم أصبحوا - بفعل الوحي الأميركي - يرجمونها بالحجارة، في الوقت الذي أكدت المقاومة أن سلاحها لم يحرك للداخل، بل للرد على العدوان في الظروف الحاضرة التي لا يملك فيها لبنان الدولة أية استراتيجية قوية فاعلة للدفاع عن نفسه ولا يجد أية خطة لتسليح جيشه بما يحقق له القدرة على مواجهة العدوان". شيخ عقل الدروز وجرت في مقام الأمير السيد عبدالله التنوخي في بلدة عبيه صلاة العيد ألقى خلالها الشيخ نعيم حسن خطبة جاء فيها:"أيها اللبنانيون، ان العدل أساس الملك أي الحكم، والعدالة روحه التي ان أظلمت كان فيها خرابه. ولن تستقيم حال في التدليس عليها، والتهويل أمامها، واستدراج الغرائز بعيداً منها. ليس لكم قوام اذا ما جذبتكم لعبة الأمم الى ان تكونوا ضحايا على مذبح مصالحها ونزاعاتها ومطامعها الدنيوية. اننا نطالب بالعدالة التي ان تنكرنا لها ابتعدنا عن حكمة الله الى مطارح غضبه، أعاذنا الله سبحانه وتعالى من هذا الشر ووقانا برحمته وحكمته". كرامي وميقاتي وأدى الرئيس السابق عمر كرامي صلاة عيد الفطر في مسجد الغندور في طرابلس، بمشاركة الوزير السابق سامي منقارة ونجليه خالد وفيصل وعضو مجلس قيادة حزب التحرر العربي الدكتور خلدون الشريف، وحشد من الشخصيات والهيئات الاقتصادية والنقابية. وأمّ أمين الفتوى في إفتاء الشمال الشيخ محمد طارق المصلّين في مسجد الصديق في طرابلس، بمشاركة الرئيس نجيب ميقاتي، وزير الأشغال العامة والنقل محمد الصفدي، النائب محمد كبارة، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى الوزير السابق عمر مسقاوي، رئيس بلدية طرابلس رشيد الجمالي، وشخصيات سياسية وأمنية ودينية.