"لو لم يكن لبنان وطني لاتخذت لبنان وطني". كلمة بخط يد جبران خليل جبران رفعت أمس في القاعة الكبرى للسراي الحكومية في بيروت مع لوحة مكبّرة لوجه من أعماله التشكيلية، والمناسبة هي إطلاق نشاطات ثقافية وفنية في لبنان والعالم لمناسبة اليوبيل ال125 لولادة جبران. حضر اللقاء شخصيات ثقافية واجتماعية، وجلس الى المنصة رئيس"لجنة جبران الوطنية"أنطوان الخوري طوق الى جانب وزراء الثقافة والتربية والشباب طارق متري وخالد قباني وأحمد فتفت. واعتبر متري المناسبة"تجديداً للمعرفة بجبران وللتعلق بلبنان، وبرنامج المناسبة دليل حيوية ثقافية، فلا تكون أيام القلق التي يحياها اللبنانيون أيام شلل، لأن انجازات جبران هي نشيد يخاطب الناس في مشارق الأرض ومغاربها، لأنه عرف الغرب وتجذر في الشرق معلناً خصوصيته التي لا تختزل في بعد واحد من أبعادها". وشاهد حضور اللقاء على بعد أمتار مخيمات اعتصام المعارضة وأسلاكها الشائكة في قلب المدينة التي قصدها جبران الفتى آتياً من بوسطن ليطور فيها لغته العربية، وليكتب بلغة بلاده أدباً الى جانب الأدب الذي كتبه بالانكليزية. بدت الأسلاك كأنها تجرح قلب المدينة التي شرَّعت صدرها لأبناء الوطن كما للعرب وللعالم، وكانت إنجازات جبران واحدة من هداياها لشعوب الأرض، لذلك سيغطي برنامج اليوبيل الجبراني ال125 1883-2008 مدناً تمثل ثقافات متنوعة، إذ ستتوزع النشاطات بين بشري وبيروتوباريس ولندن وبرلين وواشنطن وساو باولو ومكسيكو. وفي حين لاحظ خالد قباني شوق اللبنانيين الى الحرية التي دفعوا ثمنها غالياً"وتكاد تنطفئ على وقع الفتن الطائفية والمذهبية"، رأى انطوان الخوري طوق في استحضار انجازات جبران"استعادة للوجه البهي الذي نمسح به عن وجه لبنان دخان الحرائق وجراح التشرذم: أنت أخي وأنا أحبك فلماذا إذاً تخاصمني؟". من نشاطات اليوبيل إصدار كتاب مخطوطات ورسوم غير منشورة لجبران، وآخر عن التماثيل والحدائق والقاعات التي تحمل اسمه في أنحاء العالم، وإصدار طوابع بريد تذكارية لبنانية في المناسبة، وإطلاق حملة سياحية، خصوصاً في مسقط رأسه بشري حيث يوجد أيضاً"متحف جبران"، ومؤتمرات ومحاضرات ومعارض وفيلم سينمائي ومسلسل تلفزيوني في لبنان عن صاحب المناسبة، وأمسية قراءات من أعمال جبران في بيروت وبرلين ولندن، ومعرض في باريس لمناسبة مرور مئة عام على إقامة جبران فيها 1908-2008، ومعرض في النادي اللبناني في مكسيكو، وحفلة في ساو باولو البرازيل بالتعاون مع الجمعية الثقافية اللبنانية - البرازيلية. وإذا كان جبران يستحق الشهرة والانتشار اللذين حظيت بهما أعماله، فإن ل"لجنة جبران الوطنية"ول"الاتحاد العالمي للدراسات الجبرانية"الذي يرأسه سهيل بشروئي بعض الفضل في ذلك، وقد أنشئ"الاتحاد"في الولاياتالمتحدة كامتداد ل"منبر جبران خليل جبران الأكاديمي"في جامعة ميريلاند الاميركية الذي تأسس عام 1998، فنشطت الدراسات عن جبران في جامعات عالمية عدة، وتكثفت الكتابات عنه وترجمة أعماله الى لغات أحصى منها حافظ متحف جبران في بشري وهيب كيروز 32 لغة نقل اليها كتاب"النبي"على سبيل المثال. وفي الصين التي نقلت أعمال جبران الى لغتها تباعاً منذ العام 1931، ستعرض مؤلفات جبران بلغات متعددة في أولمبياد بكين العام 2008، الى جانب برنامج ثقافي خاص أعده"الاتحاد العالمي للدراسات الجبرانية". ومن أحدث الترجمات الجبرانية كتاب بالإيطالية أصدره فرانشيسكو مديتشي في عنوان"عشرون رسمة"يتضمن لوحات نشرها جبران للمرة الأولى في نيويورك عام 1919 مع ترجمة لمقدمة الناقدة الاميركية آليس رفائيل عن هذه اللوحات.