في أول تعليق على الورقة اللبنانية التي ستقدم الى مؤتمر "باريس -3" والتي أعلنها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أمس، اشترط رئيس تكتل "الاصلاح والتغيير" النيابي ميشال عون مشاركة المعارضة في الحكومة ل"إنجاح المؤتمر". وقال: "علينا أولا تغيير الأشخاص المسؤولين عن إدارة السياسة المالية، وتشكيل حكومة جديدة". وأوضح عون في مؤتمر صحافي بعد ترؤسه اجتماعاً للتكتل أمس، إن أي معلومات لم تكشف عن جريمة اغتيال وزير الصناعة بيار الجميل، محملاً الحكومة مسؤولية التقصير في هذا المجال. وذكّر الحكومة ووزير المال جهاد أزعور خصوصاً ب"فروقات سلسلة الرواتب المتأخرة للموظفين منذ عام 1989". ورأى عون ان الحكومة"مستمرة في شكل غير شرعي وغير دستوري"، متهماً اياها بعدم البحث عن حل للأزمة السياسية الحالية، ومعرباً عن تأييده لمؤتمر"باريس - 3، لكنه يتطلب ظروف النجاح والأشخاص والسياسة القادرين على انجاحه". واعتبر ان"السياسة المالية نفسها مستمرة منذ العام 1992، لا أفهم الى أين ستصل بنا هذه السياسة". وقال عون:"إذا كنا فعلاً نريد التغيير وانجاح"باريس - 3"، فعلينا اولاً تغيير الأشخاص المسؤولين عن إدارة السياسة المالية وتأليف حكومة جديدة أياً كان اسمها". ورأى أن"أي خطة اقتصادية للاستنهاض تتطلب تضحيات كبيرة"، مطالباً ب"حكومة تحترم نفسها ويقتنع اللبنانيون إذا أرادت فرض ضرائب، بأن الى جانب الضرائب سيكون هناك إصلاح ونية فعلية للخروج من الأزمة المالية". وقال:"أياً تكن خطة السنيورة وحكومته، ولو اقسم أمام الله والبشر، على أنه سيحترمها كلها فلن أصدقه. لا اصدقه لأنني اعتبره عاجزاً، هو لا يريد أن يكذب، لكنه منذ 14 عاماً الى اليوم لم يصدق مرة واحدة. كم علينا أن نكون ساذجين لنصدق أنه هذه المرة سينجح؟ سواء أكان عن"غشمنة"غباوة... لا يمكن اللبنانيين، وأنا منهم، ان يقبلوا بأي تضحية إذا لم نكن مشاركين في برمجة الصرف". وأكد عدم الموافقة على أي خطة اقتصادية"أياً يكن ضامنها... ما لم يكن التوقيع بيدنا". وسأل عون:"كيف يوقف الهدر؟ الوعود تكررت 14 عاماً وتكررت المقولة وقف الهدر ما يعني أن الهدر لا يزال موجوداً ويعني انه السنيورة كذب 13 مرة، واذا كانت كلمة"كذب"ثقيلة نقول لم ينجح في وقف الهدر لذا نقول انه لن ينجح في المرة ال 14". كما سأل:"كيف يكافح الفساد ولم يفتح أي تحقيق مالي؟ بينما هذا الأمر ملح قبل كل إصلاح مالي. لا أعرف إذا كانت الدول المانحة تدعم الفساد والهدر في لبنان أم لا، فإذا كانت تقوم بذلك فهذا يعني أنها تخرب اقتصادنا لإفلاسنا نهائياً تمهيداً ليفرض علينا شيء سياسي، قد يشترون لبنان كله كقطعة ارض، أو يشترون التوطين للفلسطينيين". ونسب عون الى الرئيس الراحل رفيق الحريري قوله عام 2000"لا يمكننا الوقوف في وجه التوطين وأصبحت مصلحتنا في الاستدانة. اذا كانت مصلحتنا بالاستدانة استدينوا كما شئتم وغداً يأتي التوطين فيلغي الاستدانة. نحن ننبه الى هذه النقطة...". واستغرب عون"هذا الدعم غير المشروط لرئيس الحكومة لا للشعب ولا للدولة، هذا الدعم الذي اصبح مشبوهاً لأننا لا نفهمه في قضية داخلية والتغيير بأربعة مقاعد وزارية يتطلب هذا التدخل الأجنبي...". وقال:"نريد تفسيراً من السنيورة لماذا يلقى هذا الدعم غير المحدود ضد جهات لبنانية تشكل الاكثرية الشعبية... ألم يبق سني لا يتمتع بالصلاح الكافي والقدرة على الحكم غير السنيورة؟".