اعتبر رئيس الوزراء نوري المالكي ان الاستراتيجية الاميركية الجديدة تمثل "رؤية مشتركة وفهماً متبادلا" بين بغداد وواشنطن، فيما تواصل قوات الأمن العراقية استعداداتها لتنفيذ خطة بغداد الأمنية التي ستشارك فيها 6 فرق من الشرطة والجيش، بينها 3 ألوية كردية تابعة لوزارة الدفاع. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن متحدث عراقي باسم المالكي في بيان ان"رؤية"رئيس الوزراء العراقي في شأن"الخطة الاستراتيجية التي اعلنها الرئيس جورج بوش هو انها تمثل رؤية مشتركة وفهماً متبادلاً بين الحكومة العراقية والادارة الاميركية". وتابع البيان ان المالكي يعتبرها"مساندة لاستراتيجية الحكومة العراقية في تسلم القيادة والسيطرة حيث كانت خطة امن بغداد، التي اصبحت قيادتها عراقية، مؤشراً على ذلك ... اضافة الى تطوير القطاع الاقتصادي والخدماتي". وختم ان"الحكومة العراقية تؤكد ان الامن والاستقرار في العراق ضرورة استراتيجية لشعوب المنطقة والعالم فيما يشكل الارهاب تهديدا للجميع". وذكرت مصادر امنية وعسكرية عراقية ان تنفيذ الخطة الأمنية لبغداد سيبدأ مطلع شباط فبراير المقبل مع وصول طلائع القوات الاميركية الجديدة الى العراق، التي ستركز مهماتها على توفير الدعم لنحو 6 فرق من الشرطة والجيش العراقي، بينها الفرقتان السادسة والتاسعة، اللتان تنتشران حالياً في العاصمة وضواحيها، واستقدام ثلاثة الوية من الجيش الفيديرالي في اقليم كردستان. وكان العميد نذير عاصم كوران، قائد لواء المشاة الرابع التابع للفرقة الثانية في الجيش العراقي المتمركزة شرق اربيل أعلن أمس ان قواته"تمارس تدريبات يومية مكثفة استعداداً للمساعدة في اعادة الامن والاستقرار الى بغداد". واضاف:"نحاول بذل اقصى جهدنا خلال التدريب بغية تهيئة الجنود نفسيا ومعنويا لمواجهة المهمات التي تنتظرهم". واكد"اننا بانتظار اوامر وزارة الدفاع للتوجه الى بغداد". وكان وزير شؤون البشمركة في اقليم كردستان شيخ جعفر الشيخ مصطفى اعلن الاثنين ان"الوية كردية تابعة للجيش العراقي ستشارك في عملية حفظ الامن"في بغداد، مؤكدا ان"قوات البشمركة لن تشارك في هذه العمليات". وعن مدى جهوزية هذه القوات لتولي مهمات امنية، اوضح كوران:"قواتنا جاهزة ونواصل التدريب لنكون اكثر استعدادا". وتابع:"نعمل على تدريب مقاتلينا لمواجهة الارهابيين ودهم الاماكن المشتبه بها وكيفية التعامل مع المواطنين في نقاط التفتيش". يذكر ان هناك ثلاثة الوية كردية خاضعة لسيطرة وزارة الدفاع العراقية تنتشر في اربيل ودهوك والسليمانية في اقليم كردستان. وهذه الألوية لا علاقة لها بقوات"البشمركة"الكردية. ونفت مصادر أمنية عراقية وجود"اي توجهات او حسابات طائفية في رسم معالم الخطة الامنية للعاصمة"، مشيرة الى ان هيكلية قيادة العمليات والقوات وضعت على شكل هرمي، ووزعت الى قيادتين: الأولى لقيادة قوات الرصافة التي ستتولى الجانب الشرقي لنهر دجلة، والثانية قيادة قوات الكرخ التي ستتولى الجانب الغربي من النهر. وترتبط القيادتان ب"قيادة عمليات بغداد"التي بدورها ستكون تحت اشراف وقيادة القائد العام للقوات المسلحة مباشرة. وأشارت الى ان قيادة قوات منطقة الكرخ، المعروفة بغالبيتها السنية، ستكون بإمرة اللواء الركن حسين العوادي شيعي قائد الشرطة الفيديرالية. وتوقع الفريق الركن ثامر سلطان، مستشار وزير الدفاع تولي الفريق الركن علي غيدان، قائد القوات البرية في الجيش العراقي، قيادة قوات جانب الرصافة. وأوضح سلطان ان"قيادة عمليات بغداد ستتولى تنسيق عمل قيادات قوات الرصافة والكرخ وترسم الخطط وتشرف على تنفيذها"مشيراً الى ان هذه"القيادة ستكون مشتركة بين وزارتي الدفاع والداخلية، وهي الجهة الوحيدة التي تقرر مدى الحاجة الى تدخل القوات المتعددة الجنسية وحجمها". وأضاف ان"الحكومة العراقية ستتخذ خطوات عدة لانجاح الخطة، مثل الطلب من كل الميليشيات نزع سلاحها والالتزام بالقانون وان يكون السلاح حصراً بيد الدولة وتقديم المساعدة لقوات الجيش والشرطة في تنفيذ خططها". وأكد ان"قوات الامن العراقية ستطبق القانون على الجميع وبشتى السبل، بما فيها القوة العسكرية، وستلاحق المتمردين بغض النظر عن انتماءاتهم المذهبية والسياسية". وعزا سلطان الاخفاقات التي رافقت الخطط السابقة الى"فشل اجهزة ومؤسسات وزارتي الداخلية والدفاع في تنفيذ واجباتها، وعدم توفر قاعدة معلومات استخباراتية بمستوى التحدي الامني"، وشدد على ان"الاهم في كل خطة امنية او عسكرية المعلومات الدقيقة في الوقت المناسب". وطالب بتشكيل"جهاز استخبارات مهني يدعم الخطة الامنية الجديدة ويوفر المعلومات التي تحدد اوكار وقواعد ومراكز القيادة الجماعات الارهابية". واعتبرت"دولة العراق الاسلامية"القريبة من"تنظيم القاعدة"في بيان على الانترنت الاستراتيجية الاميركية الجديدة "دليلاً على هزيمة الولاياتالمتحدة".