أكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أنها تعتزم العودة إلى الشرق الأوسط لاستئناف الجهود الديبلوماسية لاحتواء النزاع بين إسرائيل و"حزب الله". لكنها لم تحدد موعداً لعودتها إلى المنطقة، مكتفية بالقول إنها ستكون هناك في"الوقت المناسب". غير أن مرافقاً بارزاً لرايس أكد أنها تتابع نتائج المحادثات التي يجريها اثنان من مساعديها في المنطقة لتحديد موعد عودتها. وقالت رايس خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الماليزية حيث تشارك في منتدى أمني إقليمي:"سأعود إلى الشرق الأوسط. المسألة هي متى يكون الوقت مناسباً لعودتي". وأضافت:"نأمل في أن نحقق نهاية مبكرة لهذا العنف، وهذا يعني أنه تتعين علينا مساعدة الأطراف لخلق ظروف تجعل من الممكن التوصل إلى وقف مبكر لإطلاق النار". وكانت رايس وصلت ماليزيا بعدما زارت بيروت والقدس وشاركت في مؤتمر روما عن الأزمة اللبنانية. وكان متوقعاً أن تعود إلى الشرق الأوسط بعد انتهاء زيارتها الآسيوية. لكنها أعلنت أمس إرجاء موعد مغادرتها كوالالمبور من دون تحديد أسباب، ما قلص الآمال بعودتها سريعاً إلى المنطقة لاحتواء التصعيد. وقال أحد مساعدي رايس إنها ستغادر ماليزيا اليوم السبت على الأرجح، غير أنه لم يحدد وجهتها. بيد أن مسؤولاً أميركياً رفيعاً كشف أن رايس"تتابع عن كثب الجهود التي يجريها مساعدوها للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع بين لبنان وإسرائيل". وبقي في الشرق الاوسط اثنان من أبرز مفاوضي الإدارة الأميركية هما الرجل الثاني في الخارجية ديفيد ولش وكبير موظفي البيت الابيض إليوت إبرامز، للمساعدة في الاتفاق على"العناصر السياسية"لوقف الصراع، وهما يقدمان المشورة لرايس في شأن الموعد المناسب لاستخدام مكانتها الديبلوماسية. وقال المسؤول:"على أساس ما يحرزان من تقدم فإن الوزيرة رايس ستقرر هل الوقت مناسب لعودتها إلى المنطقة أم لا". وأشار إلى أن قضية مزارع شبعا واردة في المفاوضات المرتقب إجراؤها، غير أن تل أبيب تركز اهتمامها على نزع سلاح"حزب الله". وقال:"هذه قضية أثارها اللبنانيون مراراً وهي واردة في مناقشاتنا. هي بالنسبة إلى اللبنانيين في مقدمة جدول الاعمال، لكن الاسرائيليين يركزون على حزب الله". وفي كوالالمبور، كانت في انتظار رايس تظاهرات حاشدة، رفعت صوراً للرئيس الاميركي جورج بوش، كُتب عليها:"الإرهابي الاعظم"و"قاتل مطلوب". وقاد التظاهرة زوج ابنة رئيس الوزراء الماليزي عبدالله أحمد بدوي. وتخطى المحتجون شرطة مكافحة الشغب واحتشدوا أمام المنتدى الذي تشارك فيه وزيرة الخارجية الأميركية، مهددين باقتحامه ما لم تخرج رايس لتسلم مذكرة احتجاج. وردد المتظاهرون:"أخرجي يا رايس"، بعدما أحرقوا علماً أميركياً ودمية تمثل وزيرة الخارجية. من جهة أخرى، اعتبر الناطق باسم الخارجية الأميركية آدم ايرلي التصريحات التي أدلى بها وزير العدل الإسرائيلي حاييم رامون وقال فيها إن مؤتمر روما أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل لمواصلة قصف لبنان، تصريحات"مشينة". وقال إن"أي تصريحات من هذا النوع هي تصريحات مشينة". وأضاف أن"الولاياتالمتحدة لا تدخر جهداً لتحقيق نهاية دائمة ومستمرة لهذا الصراع".